متقابلين، فصحَّحه الحاكم في "المستدرك"، ووهَّاه ابن الجَوْزي فأخرجه في "الموضوعات"، واتَّهم به (محمَّدًا) أو (زَافِرًا). ومحمد توبع، وزَافِر لم يُتَّهم بالكذب. والصَّواب أنَّه لا يحكم عليه بالوضع ولا بالصحة، ولو توبع لكان حسنًا".
ثم ذكر له السُّيُوطيُّ شاهدًا من حديث جابر وعليّ، وسيأتي الكلام عليهما.
وتابع ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (٢/ ١٠٥ - ١٠٦)، السُّيُوطيّ على تعقيبه.
وقال الحافظ العِرَاقي في رسالته في الرَّدِّ على الصَّغَاني (١) في إيراده بعض أحاديث الشِّهاب للقُضَاعي وغيره زعم أنَّها موضوعة، والمطبوعة في آخر "مسند الشهاب" (٢/ ٣٥٧ - ٣٥٨): "وهذا أيضًا حديث حسن. . . ومحمد بن حُمَيْد، وزَافِر، ومحمد بن عُيَيْنَة، تُكُلِّم فيهم، وابن حُمَيْد وزَافِر وثَّقهما أحمد بن حنبل ويحيى بن مَعِين وغير واحد، ومحمد بن عُيَيْنَة -أخو سفيان- وثَّقه العِجْلي وابن حِبَّان. وقد تابع محمد بن حُمَيْد على روايته عن زَافِر بن سليمان: إسماعيل بن توبة وهو ثقة، رواه الشِّيرازي في "الألقاب".".
ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية" (٢/ ٤٠٣ - ٤٠٤) من طريق داود ابن المُفَضَّل، عن سليمان بن عمرو، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد مرفوعًا به، دون قوله: "واعلم أنَّ شرف الرجل قيامُه بالليل. . . ".
قال ابن الجَوْزي عقبه: "هذا حديث لا يصحُّ، وسليمان بن عمرو هو أبو داود النَّخَعِي قال أحمد: هو كذَّاب يضع الحديث. وكذلك قال يحيى. وقد رواه مُدْرك بن عبد الرحمن الطُّفَاوي، عن حُمَيْد الطويل، عن أنس. ومُدْرِك يروي ما لا يُتَابَعُ عليه. قال ابن حِبَّان: والحديث ليس بصحيح".
(١) حيث أورده في كتابه "الدُّرّ الملتقط في تبيين الغلط" ص ٣٢ رقم (٤٠).