ثَوْبَانَ يُحَدِّثُ قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "يخرج السُّفْيَانِيُّ حتى ينزل دمشق، فيبعث جيشين: جيشًا إلى المدينة خمسة عشر ألفًا، ينتهبون المدينة ثلاثة أيام ولياليهن، ثم يسيرون متوجهين إلى مكَّة". (وذكر الحديث).
وقال:"ثم يسير جيشه الآخر في ثلاثين ألفًا، وعليهم رَجُلٌ من كَلْبٍ، حتى يأتوا بغداد، فيقتلون بها ثلاثمائة كبش من ولد العبَّاس، ويبقرون بها ثلاثمائة امرأة".
قال ثَوْبَان: فسمعت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يقول: "وذلك بما قدّمت أيديهم، وما اللَّه بظلّامٍ للعبيد. فيقتلون ببغداد أكثر من خمسمائة ألف".
"وذكر حديثًا في الملاحم طويلًا كتبنا منه هذا".
(١/ ٣٩ - ٤٠) في (بقية الأخبار التابعة لحديث أبي عثمان عن جَرِير لكونها في معناه).
مرتبة الحديث:
في إسناده انقطاع بين الأَوْزَاعِيّ وبين أبي أسماء الرَّحَبِي عمرو بن مَرْثَد. فـ (أبو أسماء الرَّحَبِي) توفي في خلافة (عبد الملك بن مروان) كما في "التقريب"(٢/ ٧٨)، ووفاة الخليفة (عبد الملك بن مروان) كانت سنة (٨٦ هـ) كما في "السِّيَر"(٤/ ٢٤٩). وولادة الأَوْزَاعِيّ كانت سنة (٨٨ هـ) كما ذكره الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر"(٧/ ١٠٩) عن أبي مُسْهِر وطائفة. فيكون مولده بعد وفاة (أبي أسماء الرَّحَبِي). ولذا نجد الأَوْزَاعِيّ رحمه اللَّه يقول في الإِسناد:"حدَّث أبو أسماء الرَّحَبِي".
كما أنَّ فيه (عبد الملك بن يحيى بن عبد اللَّه بن بُكَيْر) لم أقف له على ترجمة. وذكروا في ترجمة أبيه أنه روى عنه.
وبقية رجال الإِسناد ثقات عدا (يحيى بن عبد اللَّه بن بُكَيْر) فإنّه صدوق. وستأتي ترجمته في حديث (٥٤٣).