عن ابن عبَّاس، عن النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال:"أنزل اللَّه من الجنَّة إلى الأرض خمسة أنهار: سَيْحُون وهو نهر الهند، وجَيْجُون وهو نهر بَلْخ، ودِجْلَة والفُرَات وهما نهرا العراق، والنِّيل وهو نهر مِصْر. أنزلها اللَّه تعالى من عين واحدة من عيون الجنَّة من أسفل درجة من درجاتها، على جناحي جبريل، فاستودعها الجبال وأجراها في الأرض، وجعل فيها منافع للنَّاس في أصناف معايشهم، فذلك قوله تعالى:{وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ}[سورة المؤمنون: الآية ١٨]، فإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج: أرسل اللَّه تعالى جبريل فرفع من الأرض القرآن -زاد ابن المنذر وشاذان: والعلم كُلَّه. ثم اتفقوا-، والحَجَر من رُكْنِ البيت، ومَقَام إبراهيم، وتابوت موسى بما فيه، وهذه الأنهار الخمسة، فيرفع كل ذلك إلى السماء. فذلك قوله تعالى:{وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ}[سورة المؤمنون: الآية ١٨]. فإذا رُفِعَت هذه الأشياء من الأرض، فَقَد أهلها خَيْرَ الدِّين وخير الدُّنْيَا -وقال الإِيَادي: خير الدنيا والآخرة-".
(١/ ٥٧ - ٥٨) في (ذكر نهري دِجْلَة والفرات وما جعل اللَّه فيهما من المنافع والبركات).
مرتبة الحديث:
إسناده تالف. ومَتْنُهُ مُنْكَرٌ.
ففيه (مَسْلَمَة بن عليّ الخُشَنيّ الدِّمَشْقِيّ البَلَاطيّ أبو سعيد) وهو متروك. قال الحاكم:"روى عن الأَوْزَاعِي والزُّبَيْدي المناكير والموضوعات". وستأتي ترجمته وفي حديث (١٦٨٩).
و(سعيد بن سَابِق) ترجم له في "الجرح والتعديل"(٤/ ٣٠ - ٣١)، وفيه
(١) تَصَحَّفَ في المطبوع إلى "حبان" بالباء الموحدة. والتصويب من "الجرح والتعديل" (٨/ ٣٥٣)، و"السِّيَر" (٦/ ٣٤٠).