حدَّثنا أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "مَنْ لَقَّمَ أخاهُ لُقْمَةً حَلْوَاءَ ولم يكن ذلك مخافةً مِنْ شَرِّهِ ولا رجاءً لخَيْرِهِ، صَرَفَ اللَّه عنه سبعين بَلْوَى في القيامة".
(٤/ ٨٥) في ترجمة (أحمد بن الحسن بن عبد الجبَّار الصُّوفي أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
موضوع.
قال الخطيب عقب روايته له:"هذا حديث منكر جدًّا وإسناده صحيح (١)، وقد كنت أظن الحَمْلَ فيه على الفُقَاعي، والفُقَاعي مشهور عندهم: ثقة. قال ومات بعد سنة سبعين وثلاثمائة ولم يدرك الصُّوفي".
ثم ساق الخطيب الحديث من طريق أبي القاسم بن السَّوْطي، عن محمد بن الفَرُّخَان، عن أحمد بن عبد الجبَّار، عن أبي الربيع الزَّهْرَاني، عن فُلَيْح بن سليمان، عن الزُّهْرِيّ، عن سالم، عن أبيه، عن أنس بن مالك مرفوعًا بنحوه -وهو الحديث التالي رقم (٥٠٢) - وقال:"فبانت له علَّة الحديث الأول، إذ الحَمْلَ فيه على ابن الفَرُّخان، وبرئ ابن الفُقَاعي منه ومن رواه. وسقط اسم محمد بن الفَرُّخان من كتاب شيخنا المَقْدِسي واللَّه أعلم. . . وأمَّا الخلاف في إسناد رواية الفُقَاعي وابن السَّوْطي فغير ممتنع أن يكون من جهة ابن الفَرُّخان، وأنَّه كان يرويه على ما يتفق له، أو من جهة ابن السَّوْطي فإنَّه أيضًا ظاهر التخليط، واللَّه أعلم".
أقول:(محمد بن الفَرُّخَان الدُّوري أبو الطَّيِّب): مُتَّهم. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (٣٣١).
و(الحسين بن محمد بن إسحاق السَّوطي): كثير الوَهَم شنيع الغلط. وستأتي ترجمته في الحديث التالي رقم (٤٩٠).