الرجل. . . وقال الحافظ أبو موسى المَدِيني بعد إيراده له بتمامه: وهذا الحديث وإنْ كان فيه نَكَارَة، وفي إسناده من تُكُلِّمَ فيه، فعامَّة ما فيه يُرْوَى مُفَرَّقًا من أسانيد ثابتة".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري" (١١/ ٣٦٨ - ٣٦٩) -في الرقاق، باب نفخ الصور- بعد أن عزاه إلى عبد بن حُمَيُد، وعليّ بن مَعْبَد في كتاب "الطاعة والمعصية" أيضًا: "مداره على إسماعيل بن رافع، واضطرب في سنده مع ضعفه". ثم ذكر أوجه اضطرابه، وقال: "وأخرجه إسماعيل بن أبي زياد الشامي أحد الضعفاء أيضًا في "تفسيره" عن محمد بن عَجْلان، عن محمد بن كعب القُرَظِي. واعْتَرَضَ مُغَلْطَاي على عبد الحق في تضعيفه الحديث بإسماعيل بن رافع، وخفي عليه أنَّ الشَّامي أضعف منه، ولعله سرقه منه فألصقه بابن عَجْلان، وقد قال الدَّارَقُطْنِيّ: إنَّه متروك يضع الحديث، وقال الخَلِيلي: شيخ ضعيف شَحَنَ تفسيره بما لا يُتَابَعُ عليه". ثم قال: "وقد صَحَّحَ الحديث من طريق إسماعيل بن رافع القاضي: أبو بكر بن العربي في "سراجه"، وتَبِعَهُ القُرْطْبِيُّ في "التذكرة". وقولُ عبد الحق في تضعيفه أولى، وضعَّفه قَبْلَهُ البيهقي".
وحديث أبي هريرة الطويل هذا، مشهور بحديث الصُّورِ، وقد عزاه السُّيُوطيُّ في "الدُّرِّ المنثور" (٦/ ٢٥٦) إلى أبي الحسن القطَّان في "المطوَّلات"، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو موسى المَدِيني في "المطوَّلات" أيضًا.
كما عزاه ابن كثير في "نهاية البداية" (١/ ١٧١) مِنْ قَبْلُ إلى إسحاق بن رَاهُوْيَه. ولم يعزه السُّيُوطيُّ له.
وقد صَحَّ عنه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قوله: "كيف أَنْعَمُ وصاحبُ الصُّورِ قد الْتَقَمَ الصُّورَ، وحَنَا جَبْهَتَهُ واضِعًا سَمْعَه نحو العَرْشِ متي يُؤْمَرُ". وقد تقدَّم تخريجه في حديث (٤٢٢).