للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

محمد بن بِشْر العَبْدِي: كان عند مِسْعَر ألفُ حديث، فكتبتها سوى عشرة". كما يذكر الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" أيضًا (٩/ ٢٦٦) في ترجمة (محمد بن بِشْر العَبْدِي) عن أبي نُعَيْم قوله: "لمَّا خرجنا في جِنَازة مِسْعَر، جعلت أتطاول في المشي، فقلت: يجيؤوني، فيسألوني عن حديث مِسْعَر، فذاكرني محمد بن بِشْر العَبْدِي بحديث مِسْعَر، فَأَغْرَبَ عليَّ سبعين حديثًا لم يكن عندي منها إلَّا حديث واحد".

فتفرده عنه -وهذا حاله-، يجعلني على شيء من الاستبعاد لأمر توهمه في روايته عنه، ويؤكِّده الأمر التالي إلى حَدٍّ ما.

ثانيهما: أنَّ أبا الشيخ بن حَيَّان الأَصْبَهَاني في كتابه "أخلاق النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وآدابه" ص ١٨٦، قد رواه بنحوه، عن أحمد بن محمد بن عليّ الخُزَاعي، عن قُرَّة بن حَبِيب، عن عبد الحكم، عن أنس.

و(عبد الحكم به عبد اللَّه القَسْمَلِي) قال ابن حَجَر عنه في "التقريب" (١/ ٤٦٦): "ضعيف". والظاهر أنّه (ضعيف جدًّا) كما بينته في ترجمته في حديث (٢٢٠).

فقد يؤكِّد هذا الخبر على ما فيه، عدم تفرد (محمد بن بِشْر العَبْدي) فيه، واللَّه أعلم.

وقد جزم محقق "مسند أبي يعلى" الأستاذ حسين الأسد (٥/ ٢٨١) بخطأ من أعلَّ الحديث بوَهَم (محمد بن بِشْر العَبْدِي).

وللحديث شواهد عِدَّة، وسيأتي برقم (١٠٣٧) من حديث ابن مسعود، وبرقم (١٠٥٦) من حديث أبي جُحَيْفَة، وبرقم (٢١١٧) من حديث أبي هريرة.

ومن شواهده الصحيحة، حديث عائشة رضي اللَّه عنها، الذي رواه البخاري في تفسير سورة الفتح، باب قوله {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} (٨/ ٥٨٤) رقم (٤٨٣٧)، ومسلم في صفات المنافقين، باب إكثار الأعمال والاجتهاد في العبادة (٤/ ٢١٧٢) رقم (٢٨٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>