وذكره الحافظ ابن حَجَر في ترجمته من "الإِصابة"(١/ ٢٤٢)، ونَصُّ كلامه:"وله -يعني جُلَيْبِيب- ذِكْرٌ في حديث أنس في تزويجه بالأنصارية وفيه قوله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "لكنَّك عند اللَّه لست بكاسدٍ". وهو عند البَرْقَاني في "مُسْتَخْرَجِهِ" في حديث أبي بَرْزَةَ أيضًا، وقد أخرجه أحمد مطوَّلًا. وحديث أنس أخرجه البزَّار من طريق عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن ثابت، عنه مطوَّلًا، وأخرجه أحمد عن عبد الرزاق".
أقول: حديث أنس أخرجه عبد الرزاق في "مصنَّفه"(٦/ ١٥٥ - ١٥٦) رقم (١٠٣٣٣)، وعنه أحمد في "مسنده"(٣/ ١٣٦)، والبزَّار في "مسنده"(٣/ ٢٧٥ - ٢٧٦) رقم (٢٧٤١) -من كشف الأستار-، عن مَعْمَر، عن ثابت، عن أنس. وفيه خبر تزويجه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لجُلَيْبِيب بامرأةٍ من الأنصار، واستشهاده رضي اللَّه عنه في قِصَّةٍ ذكرها، دون ذكره لما عند الخطيب أبدًا.
وذكره الهيثمي في "المجمع"(٩/ ٣٦٨) كما عند عبد الرزاق، وقال:"رواه أحمد والبزَّار. . . ورجال أحمد رجال الصحيح".
كما أنَّ الإِمام أحمد في "المسند"(٤/ ٤٢٢ و ٤٢٥) ذكر خبر تزويجه بالأنصارية في قصَّةٍ مطوَّلًا من حديث أبي بَرْزَة الأَسْلَمي، وليس عنده ذكر ما عند الخطيب أيضًا.
قال في "المجمع"(٩/ ٣٦٨) بعد أن ذكره من حديث أبي بَرْزَة: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".
وممّا تقدَّم يعلم أنَّ ما يُفهم من سياق كلام الحافظ ابن حَجَر من تخريج المذكورين لحديث أنس باللفظ الذي ذكره الخطيب، محلّ نظر، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.