ورواه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(٢/ ١٣٣ - ١٣٥) من ثلاثة طرق:
الأول: عن الخطيب من طريقه المتقدِّم.
الثاني: عن العُقَيْلِي من طريقه المتقدِّم.
الثالث: عن العُقَيْلِي من حديث أبي هريرة.
وقال:"هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّ الطريق الأول بـ (عطِّاف)، والثاني بـ (يوسف بن محمد)، ونقل عن العُقَيْلِي قوله:"يوسف لا يُتَابَعُ على حديثه. . . وهذا الكلام يُرْوَى عن صُهَيْب بإسنادٍ مُرْسَلٍ ليس بثابت". كما أعلَّ الطريق الثالث بـ (محمد بن أَبَان) وقال: "قال أحمد: ترك الناس حديثه. وقال يحيى: لا يُكْتَبُ حديثه".
أقول: حديث أبي هريرة رواه البيهقي في "السنن الكبرى"(٧/ ٢٤١)، والبزَّار في "مسنده"(٢/ ١٦٣) رقم (١٤٣٠) -من كشف الأستار-، من طريق محمد بن أَبَان، عن زيد بن أَسْلَم، عن عطاء بن يَسَار، عن أبي هريرة مرفوعًا به. وقال البزَّار:"لا نعلمه عن أبي هريرة إلَّا من حديث محمد بن أَبَان، وهو كوفي، وهو ابن أَبَان بن صالح، لم يكن بالحافظ. . . ".
قال الهيثمي في "المجمع"(٤/ ١٣١): "رواه البزَّار من طريقين إحداهما هذه، وفيها محمد بن أَبَان الكوفي وهو ضعيف، والأخرى فيها منع الصَّدَاق خاليًا من الدَّيْن، وفيها محمد بن الحُصَيْن الجَزَري شيخ البزَّار، ولم أجد من ذكره، وبقية رجاله ثقات".
ثم ذكر رواية الطبراني عن عمرو بن دينار المتقدِّمة، وقال:"عمرو بن دينار متروك".
وذكره ابن طاهر المَقْدِسي في "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" ص ٢٠٨ رقم (٧٧٥) وقال: "فيه محمد بن أَبَان ضعيف".