عثمان بن أبي شَيْبَة، عن عبيد بن يَعِيش، عن مصعب بن سلَّام، عن أبي سعد، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبَّاس مرفوعًا به.
وقد ذكر الخطيب في "تاريخه"(٣/ ٤٣ - ٤٤) قِصَّة الخلاف بين (محمد بن عبد اللَّه بن سليمان الحَضْرَمِي -مُطَيَّن-) و (محمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة) في هذا السند، وخلاصة ذلك: أنَّ (مُطَيَّن) قال فيه: "عن أبي سعد"، يريد (البقَّال). وقال (ابن أبي شَيْبَة): "عن أبي سعيد"، يريد (عبد القُدُّوس بن حَبيب). وحكى الخطيب عن الإِمام أبي نُعَيْم عبد الملك بن محمد بن علي الجُرْجَاني أنَّ الصواب رواية (ابن أبي شَيْبَة)، لأنَّ أبا نُعَيْم يذكر أنَّه سمع هذا الحديث من (مُطَيَّن)، وقد قال فيه:"عن أبي سعيد".
ثم نقل الخطيب عن أبي نُعَيْم قوله:"وهذا سماعي قديمًا، ثم سمعت من (مُطَيَّن الحَضْرَمِي) هذا الحديث بعد ذلك بعشرين سنة في "فوائد الحَاجِّ" قال: حدَّثنا عبيد بن يَعيش، حدَّثنا مصعب بن سلَّام، عن أبي سعد. قال أبو جعفر الحَضْرَمِي: يعني عبد القُدُّوس بن حَبيب الدِّمَشْقِيّ، عن عِكْرِمَة، عن ابن عبَّاس. كان الحضرمي يُنَبِّهُ بذلك. وقال: "يعني عبد القُدُّوس"، ولم يقل عن "أبي سعيد". وقال "عن أبي سعد" فأقرَّ (سعدًا) على حاله، ولم يقرّ الاسم".
كما يدلُّ على الوَهَم المتقدِّم، رواية من رواه ممن تقدَّم ذكرهم عن إسحاق بن إسرائيل، عن عبد القُدُّوس بن حَبِيب الكَلَاعي أبو سعيد، به.
وهذا الوَهَم أصله عند المُنذِري في "الترغيب والترهيب"(١/ ١٢٣).
وقد تَابَعَ السُّيُوطِيَّ على وَهَمِهِ هذا أيضًا: ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(١/ ٢٦١).
أمَّا الأمر الثاني في تعقُّب السُّيُوطيّ على ابن الجَوْزي، فهو ذكره لطريق أبي نُعَيْم المتقدِّم. وقد علمت ما فيه. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.