وفي إسناده (عبد الوهاب بن نافع العَامِرِيّ المُطوِّعي) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني"(٢/ ٤١٣): "قال العُقَيْلِي: منكر الحديث. ووهَّاه الدَّارَقُطْنِيّ".
ورواه مطوَّلًا بنحوه أيضًا، البيهقي في "الزهد" ص ٢١٨ و ٢٢٢ رقم (٤٤٩ و ٤٥٨)، من طريق هارون بن سفيان، عن عبد اللَّه بن كثير بن جعفر، عن أبيه، عن زيد بن أَسْلَم، عن ابن عمر مرفوعًا.
وفي إسناده (عبد اللَّه بن كثير بن جعفر الأنصاري الزُّرَقِيّ) قال ابن حِبَّان عنه في "المجروحين"(٢/ ١٠): "قليل الحديث، كثير التخليط فيما يروي، لا يُحْتَجُّ به إلَّا فيما وافق الثقات". وفيه عن ابن مَعِين:"صاحب مُعَمَّيات ليس بشيء". وقال الذَّهَبِيُّ عنه في "الكاشف"(٢/ ١٠٧): "شيخ". وقال في "الميزان"(٢/ ٤٧٣): "لا يَدْرَى من ذا". وقال ابن حَجَر في "التقريب"(١/ ٤٤٢): "مقبول، من الحادية عشرة"/ ق.
ومن هذه الشواهد، ما رواه مسلم في أول كتاب الزهد والرقائق (٤/ ٢٢٧٢) رقم (٢٩٥٦)، وغيره، عن أبي هريرة مرفوعًا:"الدُّنْيَا سِجْنُ المُؤْمِنِ وجَنَّةُ الكَافِرِ".
وممَّا يستغربُ أنَّ الحافظ ابن حَجَر قد ذكر حديث أبي هريرة هذا، وبذات اللَّفظِ، في "المطالب العالية"(٣/ ٢٧٣) رقم (٣١٧١)، وعزاه للحارث بن أبي أُسَامة في "مسنده"! ! مع أنَّه ليس على شرطه في كتابه "المطالب"، لرواية مسلم وغيره من أصحاب الكتب الستة له. ولم يتنبه محقق "المطالب" الشيخ العلّامة حبيب الرحمن الأعظمي لذلك، وعلَّق عليه بما يؤكِّد أنَّه من الزوائد، فقال:"قال البُوصِيري: رواه ابن مَنِيع وابن حِبَّان في "صحيحه"! ! .