للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

زهير: رواه عبيد اللَّه بن رُمَاحِس، عن زياد بن طارق، عن زياد بن صُرَد بن زهير، عن أبيه، عن جدِّه زهير بن صُرَد، فعمد عبيد اللَّه إلى الإِسناد وأسقط رجلين منه، وما قنع بذلك حتَّى صَرَّحَ بأنَّ زياد بن طارق قال: حدَّثني زهير، هكذا هو في "معجم الطبراني"، وغيره، بإسقاط اثنين من سنده".

وتعقَّبه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان" (٤/ ٩٩ - ١٠٠) فقال: "وهذا الذي قاله المُؤَلِّفُ -يعني الذَّهَبِيّ- تَحَكُّمٌ لا دليلَ له عليه، ولا له فيما حكاه عن ابن عبد البَرِّ ترجمة قائمة، وسياقه يقتضي أنَّ هذا كلّه كلام ابن عبد البَرِّ، وليس كذلك، بل من قوله -يعني الذَّهَبِيّ-: "فعمد عبيد اللَّه. . . " إلى آخر الترجمة، قال المؤلف -يعني الذَّهَبِيّ- من عند نفسه بانيًا على صحَّة ما حكاه ابن عبد البَرِّ". ثم نقل كلام ابن عبد البَرِّ السابق، وقال: "فهذا كما تراه حكاه مُرْسَلًا لم يسق إسناده إلى عبيد اللَّه بن رُمَاحِس حتى يعلم".

ثم ذكر ابن حَجَر أنَّ ثمانيةً رووه عن عبيد اللَّه بن رُمَاحِس، عن زياد بن طارق، عن أبي جَرْوَل زهير بن صُرَد، به، من غير الطبراني، وذكر أسماء هؤلاء الثمانية، وقال: "فهؤلاء عدد من الثقات رووه عن عبيد اللَّه بن رُمَاحِس قال: حدَّثنا زياد، سمعت أبا جَرْوَل، فالظاهر أنَّ قولهم أولى بالصواب، والعدد الكثير أولى بالحفظ من الواحد لا سيما وهو لم يسمّ".

ثم ذكر إخراج الحافظ المَقْدِسي له في "المُخْتَارة ونقل عنه قوله بعده: زهير لم يذكره البخاري ولا ابن أبي حاتم في كتابيهما، ولا زياد بن طارق، وقد روي محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه نحو هذه القصَّة والشِّعْر. قلت -القائل ابن حَجَر-: فالحديث حسن الإسناد لأنَّ راوييه مستوران لم يتحقق أهليتهما ولم يُجْرَحَا، ولحديثهما شاهد قوي، وصَرَّحَا بالسماع وما رُمِيَا بالتدليس لا سيما تدليس التسوية الذي هو أفحش أنواع التدليس، إلَّا في القول الذي حكيناه آنفًا عن ابن عبد البَرِّ ولا يثبت ذلك إن شاء اللَّه".

<<  <  ج: ص:  >  >>