أقول: قول ابن الجَوْزي عن حديث جابر الذي رواه الخطيب: "فيه مجاهيل"، موضع نظر لِمَا قدَّمت. ولم يُسَلَّمْ له حُكْمُهُ عليه بالوضع كما سيأتي.
وللحديث شواهد عِدَّة عن تسعة من الصحابة، يصحُّ بمجموعها، انظرها وطرقها والكلام عليها في:"خصائص عليّ" للنَّسَائي رقم (٣٨ و ٤٢ و ٤٣)، و"مجمع الزوائد"(٩/ ١١٤ - ١١٥)، و"فتح الباري"(٧/ ١٤ - ١٥)، و"القول المسدَّد" لابن حَجَر ص ٥٣ - ٥٨، و"اللآلئ المصنوعة" للسُّيُوطِيّ (١/ ٣٤٦ - ٣٥٤)، و"تنزيه الشريعة" لابن عَرَّاق (١/ ٣٨٣ - ٣٨٤)، و"نظم المتناثر في الحديث المتواتر" للكَتَّاني ص ١٢٢ - ١٢٣، واعتبره متواترًا.
ومن هذه الشواهد، ما رواه التِّرْمِذِيّ في المناقب، باب مناقب عليّ بن أبي طالب (٥/ ٦٤١) رقم (٣٧٣٢)، والنَّسَائي في "خصائص عليّ" ص ٦٣ - ٦٤ رقم (٤٢ و ٤٣)، وأحمد في "المسند"(١/ ٣٧١) -مطوَّلًا-، والطبراني في "المعجم الكبير"(١٢/ ٩٩) رقم (١٢٥٩٤)، وأبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(٤/ ١٥٣)، عن ابن عبَّاس:"أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أمَرَ بِسَدِّ الأبواب إلَّا بَابَ عليٍّ".
قال ابن حَجَر في "فتح الباري"(٧/ ١٥) -في الفضائل، باب قول النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم "سُدُّوا الأبواب إلَّا باب أبي بَكْرٍ"- بعد أن عزاه لأحمد والنَّسَائي:"ورجالهما ثقات".
وقال ابن حَجَر في الموطن السابق ذاته، بعد أن ذكر الأحاديث الواردة في ذلك:"وهذه الأحاديثُ يُقَوِّي بعضها بعضًا، وكُلُّ طريق منها صالح للاحتجاج فضلًا عن مجموعها. وقد أَوْرَدَ ابن الجَوْزِيّ هذا الحديث في "الموضوعات"، أخرجه من حديث سعد بن أبي وقَّاص، وزيد بن أَرْقَم، وابن عمر، مقتصرًا على بعض طرقه عنهم، وأعلَّه ببعض من تكلِّم فيه من رواته، وليس ذلك بقادح لما