حدَّثني أبي: عبد اللَّه بن العبَّاس قال: كنت أنا وأبي: العبَّاس بن عبد المُطَّلِب جالِسَيْنِ عند رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، إذ دخل عليُّ بن أبي طالب فسلَّم فردَّ عليه رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، وبشَّ به وقام إليه واعتنقه وقبَّل بين عينيه وأجلسه عن يمينه. فقال العبَّاس: يا رسول اللَّه أتحبُّ هذا؟ فقال النبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم:"يا عمَّ رسول اللَّه، واللَّهِ للَّه أشدُّ حُبًّا له مِنِّي، إنَّ اللَّه جَعَلَ ذُرِّيَّةَ كلِّ نبيٍّ في صُلْبِهِ، وجَعَلَ ذُرِّيَّتيْ في صُلْبِ هذا".
(١/ ٣١٦) في ترجمة (محمد بن أحمد بن عبد الرحيم المؤَدِّب أبو الحسن).
مرتبة الحديث:
موضوع.
ففي إسناده (محمد بن عِمْرَان بن موسى المَرْزُبَاني أبو عبيد اللَّه الكاتب الأخباري) وقد ترجم له في:
١ - "تاريخ بغداد"(٣/ ١٣٥ - ١٣٦) وقال: "كان صاحب أخبار ورواية للآداب، وصنَّف كتبًا كثيرة في أخبار الشعراء المتقدِّمينَ والمُحْدَثِينَ على طبقاتهم، وكتبًا في الغَزَل والنوادر، وغير ذلك. وكان حسن الترتيب لما يجمعه غير أنَّ أكثر كتبه لم تكن سماعًا له، وكان يرويها إجازة، ويقول في الإِجازة: أخبرنا، ولا يبينها".
وفيه عن أبي القاسم الأَزْهَري:"كان أبو عبيد اللَّه يضع محبرته بين يديه وقِنِّينَةً فيها نبيذ، فلا يزال يكتب ويشرب". وقال:"كان معتزليًا. . . وما كان ثقة".
وفيه أنَّ أبا عبيد اللَّه بن الكاتب كان يذكر أبا عبيد اللَّه المَرْزُبَاني ذكرًا قبيحًا ويقول:"أشرفت منه على أمر عرفت به أنه كذَّاب". قال الخطيب متعقِّبًا:"ليس حال أبي عبيد اللَّه عندنا الكذب، وأكثر ما عيب به المذهب، وروايته عن إجازات الشيوخ له من غير تبيين الإجازة، فاللَّه أعلم".