وذكره الحافظ ابن حَجَر في "المطالب العالية"(١/ ١٠٣) رقم (٣٧١) عن أبي الدَّرْدَاء مرفوعًا بلفظ حديث الخطيب، وعزاه لابن أبي عمر في "مسنده".
ورواه القُضَاعِي في "مسند الشِّهاب"(١/ ٧٧) رقم (٥٠) مختصرًا، من طريق محمد بن واسع، عن أبي الدَّرْدَاء مرفوعًا بلفظ:"المَسْجِدُ بَيْتُ كُلِّ تَقِيٍّ".
لكنه منقطع بين (محمد بن واسع الأَزْدِيّ) وبين (أبي الدَّرْدَاء)، فإنَّه لم يسمع منه. قال ابن حَجَر في "التهذيب"(٩/ ٤٩٩) في ترجمة (محمد بن واسع): "قال ابن المَدِيني ما أعلمه سمع من أحد من الصحابة".
ولذلك قال الدَّارَقُطْنِيُّ فيما نقله عنه ابن الجَوْزي في "العلل المتناهية"(١/ ٤١١): "رواه حمَّاد بن سَلَمَة عن محمد بن واسع أنَّ أبا الدَّرْدَاء كتب إلى سلمان. والمرسل هو المحفوظ".
وابن الجَوْزي ذكر الحديث من هذا الطريق بنحو لفظ الخطيب مطوَّلًا.
قال الحافظ السَّخَاوِيُّ في "المقاصد الحسنة" ص ٣٨٤ بعد أن ذكره مختصرًا بلفظ القُضَاعِي: "وله شواهد أودعتها بعض التصانيف".
وقال العَجْلُوني في "كشف الخفاء"(٢/ ٢٠٦): "والحديث وإن كان ضعيفًا فله شواهد تجبره".
أقول: ومن شواهد ما رواه الطبراني في "الكبير"(٦/ ٣١٣) رقم (٦١٤٣) من حديث سلمان مرفوعًا بلفظ: "المَسْجِدُ بَيْتُ كُلِّ تَقِيٍّ، وقد ضَمِنَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ لِمَنْ كان المساجد بيوته: الرُّوحَ والرَّحْمَةَ والجَوازَ على الصِّرَاطِ".
وفي إسناده (صالح بن بشير المُرِّي أبو بشر) وهو ضعيف. وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (٣٤٧).