المُنَاوي- والخطيب وذكر إسناده:"وهذا إسناد حسن، رجاله كلُّهم ثقات، وفي ابن عَقِيل كلام مِنْ قِبَلِ حفظه لا ينزل به حديثه عن هذه المرتبة". فمتعقب بما تقدَّم عند الكلام على درجة الحديث، عدا ما يتعلَّق بابن عَقِيل.
وربما اشتبه على الشيخ الألباني حفظه المولى (زكريا بن يحيى بن خلَّاد السَّاجي أبو يعلى البَصْري) الذي في الإِسناد، بـ (زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن السَّاجي الضَّبِي أبو يحيى البَصْري)، فإنَّ (الضَّبِّيّ أبو يحيى): إمام ثَبْتٌ حافظ، وهو محدِّث البَصْرَة وشيخُها ومُفتيها كما قال الذَّهَبِيُّ في ترجمته من "سِيَر أعلام النبلاء"(١٤/ ١٩٧)، وهو متوفي سنة (٣٠٧ هـ). وهما مختلفان وإن كانا من طبقة واحدة، فأحدهما يُكْنَى بأبي يعلى، والآخر بأبي يحيى، إلى جانب اختلاف اسم الجدِّ، فضلًا عن اختلاف أسماء تلامذتهما وشيوخهما كما يُعْلَمُ من المقارنة بين ترجمتيهما، ويضاف إلى ذلك أنَّ الخطيب قد قال في ترجمة (زكريا أبي يعلى): "نزل بغداد وحدَّث بها". بينما يقول الذَّهَبِيُّ في ترجمة (زكريا أبي يحيى): ولم يرحل فيما أحسب". واللَّه أعلم.
ومن هذه الشواهد ما رواه الطبراني مطوَّلًا في "الكبير"، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص مرفوعًا -وممَّا جاء فيه في معرض بيان فضلهما-: "إنَّما مثلهما من الدِّين كمثل السَّمْعِ والبَصَرِ".
قال الهيثمي في "المجمع" (٩/ ٥٢) بعد أن عزاه له: "وفيه محمد مولى بني هاشم ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
أقول:(مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاص) من "المعجم الكبير" المطبوع غير موجود لفقدانه من الأصل الخطي الذي طبع عنه.