أمَّا رواية البُخَاري في "التاريخ" عن البَرَاء، فَلَفْظُهَا:"أنَّ النبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وقف على قبر فقال: إخواني لمثل هذا اليوم فأعِدُّوا".
وبسبب اختلاف السياق واختصار الرواية، اعتبرت الحديث من الزوائد.
والجزء المرفوع من الحديث:"إخواني لمثل هذا اليوم فأعِدَّوا" عزاه السيوطي في "الجامع الكبير"(١/ ٢٨) إلى الخطيب وحده عن البراء! !
ومثله في "الفتح الكبير" للنبهاني (١/ ٥٩)، وهو من زوائده على "الجامع الصغير".
وقد ذكره الشيخ الألباني حفظه المولى في "ضعيف الجامع"(١/ ١١٤) رقم (٢٤٥) معزوًا للخطيب وحده عن البراء وقال: "ضعيف". وعزا إلى "الضعيفة" رقم (٢٠٧٦).
ثم وجدته يذكره في "سلسلة الأحاديث الصحيحة"(٤/ ٣٤٤ - ٣٤٥) رقم (٤٧٥١) بالتمام الذي عند أحمد والخطيب معزوًا إلى البُخَاري في "التاريخ"، وابن ماجه، وأحمد، وأبي بكر الشَّافِعِي في "مجلسان"، والرُّويَاني في "مسنده"، والخطيب، من الطريق المتقدِّم. مع أنَّ رواية البُخَاري في "التاريخ"، وابن ماجه، مختصرة مع خلاف في بعض السياق كما تقدَّم! ! وقال:"وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات غير محمد بن مالك. . . " وذكر قول أبي حاتم، واضطراب ابن حِبَّان فيه ممَّا تقدَّم.
أقول: وهذا منه مخالف لحكمه الأول في "ضعيف الجامع"! ! .
والحديث ذكره العلّامة البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"(٤/ ٢٣٤) وقال: "هذا إسناد فيه مقال". وذكر بعض ما تقدَّم في (محمد بن مالك). وعزاه لأبي يَعْلَى المَوْصلي في "مسنده" من الطريق المتقدِّم. ولم أقف عليه فيه، كما لم أقف عليه في "المطالب العالية"، واللَّه أعلم.