أبي هريرة مرفوعًا:"كلُّ سُلَامَى (١) من النَّاس عليه صَدَقَةٌ كُلَّ يوم تطلُعُ فيه الشمسُ: يعدلُ بين الاثنين صَدَقَةٌ، ويعينُ الرجل على دابَّتِهِ فَيحمِلُ عليها أو يرفع عليها متاعهُ صَدَقَةٌ، والكلمةُ الطيِّبةُ صَدَقَةٌ، وكلُّ خطوةٍ يخطوها إلى الصَّلاة صَدَقَةٌ، ويميط الأذى عن الطريق صَدَقَةٌ".
ومنها كذلك، ما رواه التِّرْمِذِيُّ في البَرِّ، باب ما جاء في صنائع المعروف (٤/ ٣٣٩ - ٣٤٠) رقم (١٩٥٦)، والبخاري في "الأدب المفرد" ص ٢٩٨ رقم (٨٩٤)، وابن حِبَّان في "صحيحه"(١/ ٣٧٢) رقم (٥٣٠)، عن أبي ذَرٍّ مرفوعًا:"تَبَسُّمُكَ في وجه أخيكَ لكَ صَدَقَةٌ، وأَمْرُكَ بالمعروف ونَهْيُكَ عن المنكر صَدَقَةٌ، وإرشادُكَ الرجلَ في أرض الضلال لك صَدَقَةٌ، وبَصَرُكَ للرجل الرَّدِيء البصر صَدَقَةٌ، وإماطتكَ الحَجَرَ والشوكةَ والعَظْمَ عن الطريق لكَ صَدَقَةٌ، وإفْرَاغُكَ من دَلْوكَ في دَلْو أخيكَ صَدَقَةٌ".
قال التِّرْمِذِيُّ:"هذا حديث حسن غريب". وقال:"وفي الباب عن ابن مسعود، وجابر، وحذيفة، وعائشة، وأبي هريرة".
وقوله في حديث ابن مسعود:"وعيادتك المريض صدقة، وصلاتك على الجنازة صدقة"، فإنَّه جاء في حديث رواه البزَّار في "مسنده"(١/ ٤٣٨ - ٤٣٩) رقم (٩٢٧) -من كشف الأستار-، عن أبي هريرة مرفوعًا مطوَّلًا، وفيه:"وعيادتك المريض صَدَقَةٌ، واتباعك الجنازة صدقة". وفي إسناده (إبراهيم الهَجَري) وهو ليِّن الحديث كما تقدَّم.
* * *
(١) قال في "الفتح" (٦/ ١٣٢): "أي أُنْمُلة. وقيل: كل عظم مجوف صغير. . . ".