حدَّثنا أحمد بن محمد بن أَبَان بن صالح، حدَّثنا القاسم بن الحَكَم العُرَنِيّ، حدَّثنا جَرِير بن أيوب البَجَلي، عن حمَّاد بن أبي سليمان، عن زياد الثَّقَفِيّ، عن أنس قال:"كانت امرأة بالمدينة عَطَّارة. قال فذكر الحديث عن النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في فضل نكاح الرجل أهله".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(٤/ ٢٩٢): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه جَرِير بن أيوب البَجَلي وهو ضعيف".
أقول: قصَّر الإِمام الهيثمي في بيان حال إسناد الطبراني، فإنَّ فيه (زياد بن ميمون) الراوي عن أنس، وهو كذَّاب كما تقدَّم آنفًا.
وقد وَهِمَ محقق "مجمع البحرين" في قوله: بأنَّ (زياد الثَّقَفِيّ) هو (زياد بن جُبَيْر بن حَيَّة الثَّقَفِيّ): ثقة من رجال الستة. حيث صُرِّح في إسناد الخطيب بأنَّه (زياد بن ميمون). وسيأتي ما يؤكِّده أيضًا.
و(زياد بن جُبَيْر) -الثقة- لا رواية له عن أنس، ولم يرو عنه حمَّاد بن أبي سليمان. انظر:"تهذيب الكمال"(٩/ ٤٤١ - ٤٤٢)، و"التهذيب"(٣/ ٣٥٧ - ٣٥٨).
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(٢/ ٢٦٩ - ٢٧١) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا ما روى الخطيب -يعني مقدار ما رواه، وذلك إلى قولها: "حتَّى كأنِّي العَرُوس أُزَفُّ إليه"-، وقد رُوي لنا هذا الحدث بطوله". ثم ذكر مَتْنَ الحديث بطوله، وقال:"قال الدَّارَقُطْنِيُّ: هذا حديث باطل، وقال: ذهب عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود إلى زياد بن ميمون فأنكرا عليه هذا الحديث فقال: اشهدوا أنِّي قد رجعت عنه". ثم نقل أقوال بعض النُّقَّاد فيه وفي الصَّبَّاح بن سهل.
وأقرَّهُ السُّيُوطِيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(٢/ ١٦٩ - ١٧٠).