وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(٢/ ٢٠٣ - ٢٠٤)، وذكر تتمة الحديث بأطول ممَّا عند ابن الجَوْزي والسُّيُوطِيّ.
وتتمة الحديث كما أوردها هي:"فأجيء، فأدخل في لحاف زوجي، فأبتغي بذلك مرضات ربِّي، فَيُحَوِّلُ وجهه عني، فأستقبله، فيعرض، ولا أراه إلَّا قد أبغضني. فقالت لها عائشة: لا تبرحي حتَّى يجيء رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم. فلمَّا جاء قال: إنِّي لأجد ريح الحَوْلاء، فهل أتتكم؟ وهل ابتعتم منها شيئًا؟ . قالت عائشة: لا، ولكن جاءت تشكو زوجها. فقال: مالك يا حَوْلاء؟ فَذَكَرْتُ لَهُ نحو ما ذكرت لعائشة. فقال: اذهبي أيتها المرأة، فاسمعي وأطيعي لزوجك. قالت: يا رسول اللَّه فمالي من الأجر؟ فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم للحَوْلاء: ليس من امرأة ترفع شيئًا من بيتها من مكان، أو تضعه من مكان تريد بذلك الصلاح، إلَّا نَظَرَ اللَّهُ إليها، وما نَظَرَ اللَّهُ إلى عَبْدِ قَطُّ فَعَذَّبَهُ.
قالت: زِدْنِي يا رسول اللَّه. قال: ليس من امرأة من المسلمين تحمل من زوجها إلَّا كان لها كأجر الصائم القائم المُخْبِت، فإذا أرضعته كان لها بكلِّ رضعة عتق رَقَبَةٍ، فإذا فطمته نادى منادٍ من السماء: أيتها المرأة استأنفي العمل فقد كفيت ما مضى.
فقالت عائشة: يا رسول اللَّه هذا للنساء، فما للرجال؟ فقال: ما من رجل من المسلمين يأخذ بيد امرأته يراودها، إلَّا كتب اللَّه له عشر حسنات، فإذا عانقها فعشرون حسنة، فإذا قبَّلها فعشرون ومائة حسنة، فإذا جَامَعَهَا ثم قام إلى مُغْتَسَلِهِ لم ير الماء على شعرة من جسده، إلَّا كتب اللَّه له بها عشر حسنات، وحَطَّ عنه عشر خطيئات، وإنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ ليباهي به الملائكة فيقول: انظروا إلى عبدي، قام في هذه الليلة الشديد بردها فاغتسل من الجنابة، مؤمنًا أنِّي ربّه. أُشْهِدُكُمْ أنِّي قد غفرت له" انتهى.