بضع وستين-)، فإنَّ انقطاعًا بينه وبين الراوي عنه وهو (أنس بن عِيَاض أبو ضَمْرَة) حيث إنَّ ولادة (أنس) كانت سنة (١٠٤) للهجرة. انظر "تهذيب الكمال"(٣/ ٣٥٢).
وإن أُرِيدَ به صاحب الترجمة (عبد اللَّه بن السَّائِب المَخْزُومي المَدِيني أبو السَّائب)، فإنَّه متأخر لم يدرك النبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، قَدِمَ الأَنْبَارَ على أبي العبَّاس السَّفَّاح (١)، وكان أديبًا فاضلًا مشتهرًا بالغَزَل، مذكورًا بالصلاح والعفاف كما في ترجمته.
ويُرَجِّحُ كونه الثاني صاحب الترجمة المتأخر، قوله:"كان جدِّي في الجاهلية. . . ". وجدُّه الذي كان خليط النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وشريكهـ، هو (السَّائب بن أبي السَّائب -واسم أبي السَّائِب-: صَيْفِي بن عَابِد المَخْزُومي)، ولو كان الأول وهو الصحابي، لقال:"كان أبي".
لكن الحافظ الذَّهَبِيَّ في "سِيرَ أعلام النبلاء"(٣/ ٣٩٠) في ترجمة الصحابي (عبد اللَّه بن السَّائب) يقول: "وروى أنس بن عِيَاض عن رجل عن عبد اللَّه بن السَّائب قال: اكتنيتُ بكُنْيَة جدِّي أبي السائب. وكان خليطًا. . . ". وذكر الخبر كما في "تاريخ بغداد". وعلَّق الشيخ المحقق شعيب الأرناؤوط عليه بقوله:"إسناده ضعيف لجهالة راويه عن عبد اللَّه بن السَّائب، وقد تقدَّم الحديث قريبًا، وفيه أنَّ شَرِيكَ النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم هو السَّائب أبو عبد اللَّه، لا جدّه".
أقول: وهذا موضع نظر، لأنَّ (عبد اللَّه بن السَّائب) في الإسناد عند الذَّهَبِيّ إنما هو الأديب المتأخر، لا الصحابي.
وصاحب الترجمة لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
(١) الخليفة العبَّاسي، وكانت خلافته ما بين عامي (١٣٢) و (١٣٦) للهجرة. "تاريخ الخلفاء" للسُّيُوطيّ ص ١٧١.