معه، فيخرج بشيء لم ير النَّاس مثله كثرة، وتعرف النَّاس تلك الحسنات، فإذا وقف بين يدي ربِّ العالمين قال: أين أصحاب المظالم؟ فيقول له الرحمن تعالى: أظلمت فلان ابن فلان في يوم كذا وكذا؟ فيقول: نعم يا رب، وذلك {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[سورة النور: الآية ٢٤]. فإذا فرغ من ذلك، فيؤخذ من حسناته، فيدفع إلى من ظلمه، وذلك يوم لا دينار ولا درهم، إلَّا أخذ من الحسنات وتورك من السيئات، فإذا لم يبق حسنة قال: من بقي يا ربنا، ما بال غيرنا استوفوا حقوقهم وبقينا؟ قيل لهم لا تعجلوا. فيؤخذ من سيئاتهم فتورك، فإذا لم يبق أحد يطلبه، قيل له ارجع إلى أُمِّك الهاوية، فإنَّه لا ظلم اليوم، إنَّ اللَّه سريع الحساب. ولا يبقى يومئذٍ مَلَكٌ مقرَّبٌ، ولا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، ولا صِدِّيقٌ، ولا شهيدٌ، إلَّا ظن أنَّه لن ينجو ممَّا رأى من شدَّة الحساب".
(١١/ ١٣١ - ١٣٢) في ترجمة (عبد المنعم بن إدريس بن سِنَان ابن بنت وَهْب بن مُنَبِّه أبو عبد اللَّه).
مرتبة الحديث:
موضوع بهذا التمام. والجزء الأول من الحديث: "يُحْشَرُ النَّاس يوم القيامة" إلى قوله: "شغل النَّاس يومئذٍ عن النظر"، صحيح من طرق أخرى.
ففي إسناده (كوثر بن حَكِيم الحَلَبِي أبو مَخْلَد) وهو متروك. وقال الحافظ ابن حَجَر في "اللسان" (٢/ ٣٠٩ - ٣١٠) في ترجمة (الحسين بن محمد بن عبَّاد): "مُتَّهَم بالكذب". وقد تقدَّمت ترجمته في حديث (١١٧٤).
كما أنَّ فيه صاحب الترجمة (عبد المنعم بن إدريس بن سِنَان اليَمَاني -سِبْطُ وَهْب بن مُنَبِّه-)، وقد ترجم له في: