شرب من إناء ذهب أو فِضَّة، أو إناءٍ فيه شيء من ذلك، فإنَّما يُجَرْجِرُ في بطنه نار جَهَنَّمَ".
قال الدَّارَقُطْنِيُّ: "إسناده حسن"!
أقول: في إسناده (يحيى بن محمد الجاري)، قال البُخَاري: يتكلَّمون فيه. وقال ابن عدي: ليس بحديثه بأس. وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال: "يُغْرِبُ". انظر "التهذيب" (١١/ ٢٧٤). وقال الذَّهَبِيُّ في "الكاشف" (٣/ ٢٣٤): "ليس بالقويِّ". وقال ابن حَجَر في "التقريب" (٢/ ٣٥٧): "صدوق يخطئ".
ولذا قال الحافظ الذَّهَبِيُّ في "ميزان الاعتدال" (٤/ ٤٠٦) بعد أن ذكر حديثه هذا: "حديث منكر، أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ، وزكريا ليس بالمشهور".
وقال الحافظ ابن حَجَر مِنْ بَعْدِهِ في "فتح الباري" (١٠/ ٦٠١) -في باب الشرب من قدح النبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وآنيته- بعد أن ذكره من الطريق المتقدِّم مشيرًا إلى الزيادة التي فيه وهي قوله: "أو إناء فيه شيء من ذلك"، قال: "إنَّه معلول بجهالة حال إبراهيم بن عبد اللَّه بن مطيع وولده".
وقال الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص ١٣١: "واللفظة: "أو إناء فيه شيء من ذلك" لم نكتبه إلَّا بهذا الإسناد".
ورواه الخطيب في "تاريخه" (١٤/ ١٣٦ - ١٣٧) من طريق يحيى بن سعيد القطَّان قال: كنت إذا أخطأتُ قال لي سفيان الثَّوْري: أخطأتَ با يحيى، فحدَّث يومًا عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "الذي يشربُ في آنية الذَّهَبِ والفِضَّةِ، إنَّما يُجَرْجِرُ في بَطْنِهِ نارَ جَهَنَّمَ". قال يحيى بن سعيد فقلت: أخطأتَ يا أبا عبد اللَّه! ! هذا أهون عليك. قال: فكيف هو يا يحيى؟ قال فقلت: أخبرنا عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن