الاضطراب، منهم من يَذْكُرُ أبا هريرة، ومنهم من لا يذكره ويُرْسِلُ الحديث، ومنهم من يقول في مَتْنِهِ: إذا رَوَيْتُم الحديث عنِّي فاعْرِضُوه على كتاب اللَّه".
وقد ذكره الحافظ الذَّهَبِيُّ في "السِّيَر" (٩/ ٥٢٤ - ٥٢٥) من الطريق المتقدِّم، وقال: "حديث منكر. . أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ، ورواته ثقات". ثم نقل ما تقدَّم عن ابن خُزَيْمَة، وعن البيهقي قوله: "وجاء عن يحيى مُرْسَلًا لسعيد المَقْبُرِيّ". وتعقَّبه بقوله: "وَصْلُهُ قويٌّ، والثقة قد يغلط".
ورواه العُقَيْلِي في "الضعفاء" (١/ ٣٢ - ٣٣) -في ترجمة (أشعث بن بَرَاز الهُجَيْمِي) - من طريق أشعث هذا، عن قَتَادَة، عن عبد اللَّه بن شَفِيق، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "إذا حُدِّثْتُمْ عَنِّي حديثًا يوافق الحَقَّ فخذوا به، حَدَّثْتُ به أو لم أحدِّث به". وقال: "ليس لهذا اللَّفظِ عن النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إسناد صحيح، وللأشعث هذا غير حديث منكر".
ومن هذا الطريق رواه البزَّار في "مسنده" (١/ ١٠٦) رقم (١٨٨) -من كشف الأستار- مختصرًا.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ١٥٠) بعد أن عزاه له: "وفيه أشعث بن بَرَاز، ولم أر من ذكره".
أقول: قول الهيثمي متعقَّب بأنَّ العُقَيْليَّ قد ترجم له كما تقدَّم. وقد ترجم له البُخَاري في "التاريخ الكبير" (١/ ٤٢٨)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٢/ ٢٦٩ - ٢٧٠)، والذَّهَبِيُّ في "الميزان" (١/ ٢٦٢ - ٢٦٣)، وغيرهم.
وعزا السَّخَاويُّ في "المقاصد الحسنة" ص ٣٦ حديث أبي هريرة الذي أورده العُقَيْلِيّ، إلى الدَّارَقُطْنِيّ في "الأفراد"، وأبي جعفر بن البَخْتَرِي في الجزء الثالث عشر من "فوائده"، من الطريق الذي ساقه العُقَيْلِي. ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله: "إنَّ أشعث تفرَّد به". وقال السَّخَاوِيُّ: "وهو شديد الضَّعْفِ، والحديثُ مُنْكَرٌ جدًّا، اسْتَنْكَرَهُ العُقَيْلِيُّ".