ورواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(٨/ ٣٨٨)، من طريق وائل بن داود، عن محمد بن سعد، عن أبيه، به مرفوعًا. و (وائل): ثقة كما في "التقريب"(٢/ ٣٢٩).
قال المُنْذِريُّ في "الترغيب والترهيب"(٣/ ٤٢): "رواه أحمد بإسناد صحيح، والطبراني والبزَّار، والحاكم وصحَّحه. . وابن حِبَّان في "صحيحه". . . ".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(٤/ ٢٧٢): "رواه أحمد والبزَّار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال أحمد رجال الصحيح".
أقول: تصحيحُ المُنْذِرِيِّ لإِسناد أحمد، وقول الهيثمي: إنَّ رجاله رجال الصحيح، موضع نظر. فإنَّ في إسناد أحمد:(محمد بن أبي حُمَيْد الزُّرَقِيّ) وهو ضعيف كما تقدَّم، وليس له رواية في "الصحيحين" أو أحدهما.
وقد ورد عند الحاكم في "المستدرك"(٢/ ١٦٢) بيان أوجه السَّعَادة والشَّقَاوة في المذكورات، حيث يروي من طريق محمد بن بُكَيْر الحَضْرَمي، حدَّثنا خالد بن عبد اللَّه، حدَّثنا أبو إسحاق الشَّيْبَاني، عن أبي بكر بن حفص، عن محمد بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقَّاص مرفوعًا:"ثَلَاثٌ مِنَ السَّعَادَةِ، وثَلاثٌ مِنَ الشَّقَاوَةِ. فَمِنَ السَّعَادَةِ: المَرْأَةُ: تَرَاهَا تُعْجِبُكَ، وتَغِيبُ فَتَأْمَنُهَا على نَفْسِهَا ومَالِكَ. والدَّابَّةُ: تكونُ وَطِيَةً فَتُلْحِقُكَ بأَصْحَابِكَ. والدَّارُ: تكونُ واسعةً كثيرةَ المَرَافِقِ. ومِنَ الشَّقَاوَةِ: المَرْأَةُ: تَرَاهَا فَتَسُوؤُكَ، وتَحْمِلُ لسَانَهَا عَلَيْكَ، وإنْ غِبْتَ عَنْهَا لَمْ تَأْمَنْهَا على نَفْسِها ومَالِكَ. والدَّابَّةُ: تكونُ قَطُوفًا (١)، فإنْ ضَرَبْتَهَا أَتْعَبَتْكَ، وإِنْ تَرَكْتَهَا لَمْ تُلْحِقْكَ بأَصْحَابِكَ. والدَّارُ: تكونُ ضَيِّقَةً قَلِيلَةَ المَرَافِقِ".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد من خالد بن عبد اللَّه الوَاسِطي إلى
(١) قال ابن الأثير في "النهاية" (٤/ ٨٤): "القِطَاف: تقارُب الخَطْوِ في سرعة، من القَطْف: وهو القَطْعُ. . والقَطُوفُ: فَعُول منه".