"الطبقات الكبرى"(٢/ ٢٧ - ٢٨)، وابن هشام في "السيرة"(٤/ ٢٨٥ - ٢٨٧)، وابن كثير في "البداية والنهاية"(٥/ ٢٢١)، ومحمد بن يوسف الصالحي الشامي في "سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد"(٦/ ٣٦ - ٣٧). ولم يذكر ابن سعد والشامي ما قالته من شِعْرٍ.
ولفظ الخبر كما جاء مختصرًا عند ابن سعد:"سرية عُمَيْر بن عدي بن خَرَشَة الخَطْمي إلى عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد، لخمس ليالٍ بقين من شهر رمضان على رأس تسعة عشر شهرًا من مُهَاجَر رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، وكانت عصماء عند يزيد بن زيد بن حصن الخَطْمي، وكانت تعيب الإسلام، وتؤذي النبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، وتُحَرِّض عليه، وتقول الشعر، فجاءَهَا عمير بن عدي في جوف الليل حتى دخل عليها بيتها، وحولها نَفَرٌ من ولدها نيام، منهم من تُرْضِعُه في صدرها، فجسَّها بيده، وكان ضرير البصر، ونَحَّى الصبيَّ عنها ووضع سَيْفَهُ على صدرها حتى أنفذه من ظهرها، ثم صلَّى الصبح مع النبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بالمدينة، فقال له رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: أقتلتَ ابنةَ مروان؟ قال: نعم، فهل عليَّ في ذلك من شيء؟ فقال: لا ينتطح فيها عَنْزَان! فكانت هذه الكلمة أوَّلَ ما سُمعت من رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، وسمَّاه رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، عُمَيْرًا البصير".
وقد روى أبو داود في الحدود، باب الحُكْم فيمن سَبَّ النبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم (٤/ ٥٢٨ - ٥٢٩) رقم (٤٣٦١)، والنَّسَائي في تحريم الدم، باب الحكم فيمن سَبَّ النبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم (٧/ ١٠٨ - ١٠٩)، والدَّارَقُطْنِيّ في "سننه"(٤/ ٢١٦ - ٢١٧)، والطبراني في "الكبير"(١١/ ٣٥١) رقم (١١٩٨٤)، عن ابن عبَّاس: أنَّ أعمى كانت له أُمّ ولد تشتم النبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وتقع فيه، فنهاها فلم تَنْتَهِ فقتلها -وذكر قِصَّةَ قَتْلِهِ لها-. فقال النبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: