وضعَّفه أبو حاتم، وما وُسِمَ بكذبٍ، فانتفت الجهالة عنهما. وأمَّا (نُعَيْم) فأحد الأئمة الأعلام، روى له البخاري وأبو داود والتِّرْمِذِيّ وابن ماجه، ولم ينفرد بهذا بل تابعه جماعة، أخرج أحاديثهم الطبراني في "السُّنَّة". وله شاهد عن قَتَادَة عن عِكْرِمَة عن ابن عبَّاس، من طرق رواها الطبراني أيضًا. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: ورواه التِّرْمِذِيُّ وقال: حسن غريب، واللَّه أعلم. ورُوي عن أبي زُرْعَة الرَّازِيّ أنَّه صحَّحه. ورواه الطبراني أيضًا من حديث معاذ بن عَفْرَاء، ومن حديث عائشة معلَّقًا، والدَّارَقُطْنِيّ في "الأفراد" من حديث أنس. قلت -القائل ابن عَرَّاق-: وجاء من حديث جابر بن سَمُرَة، وأبي أُمَامَة، وعبد الرحمن بن عائش، وعَائِذ الحَضْرَمي، وثَوْبَان، أخرجها ابن أبي عاصم في "السُّنَّة". وقال البيهقي: رُوي من أوجه كلّها ضعيفة. ويكتفي في التعقيب على ابن الجَوْزي أنَّه هو نفسه ذكره في "الواهيات" -يعني كتابه "العلل المتناهية"-، وما كان من هذه الروايات غير مقيَّد بالمنام فينبغي أن يُحْمَلَ عليه لتتفق الروايات ويزول الإشكال، واللَّه أعلم".
والحديث ذكره الحافظ ابن حَجَر في "الإصابة" (٤/ ٤٧٠) في ترجمة (أُمِّ الطُّفَيْل)، وعزاه للدَّارَقُطْنِيّ من طريق مروان بن عثمان، به. وقال: "مروان متروك. وقال ابن مَعِين: وَمَنْ مروان حتى يُصَدَّق".
وقال الحافظ الخطيب في "تاريخه" (١٣/ ٣١١) نقلًا عن عبد الخالق بن منصور: "رأيت يحيى بن مَعِين كأنه يُهَجِّنُ نُعَيْم بن حَمَّاد في حديث أُمَّ الطُّفَيْل حديث الرُّؤية، ويقول: ما كان ينبغي له أن يحدِّث بمثل هذا الخبر".
وقال الإمام الذَّهَبِيُّ في "سِيَر أعلام النبلاء" (١٠/ ٦٠٢ - ٦٠٣): "هذا خبر مُنْكَرٌ جدًّا. أَحْسَنَ النَّسَائيُّ حيث يقول: ومن مروان بن عثمان حتى يُصَدَّقَ على اللَّه! ؟ وهذا لم ينفرد به نُعَيْم، فقد رواه أحمد بن صالح المِصْرِيُّ الحافظ، وأحمد بن عيسى التُّسْتَرِيّ، وأحمد بن عبد الرحمن بن وَهْب عن ابن وَهْب، قال