ضجيعًا في حُفرتي، ولا أنيسًا في وحدتي، ولا خليفة على أُمَّتي من بعدي إلَّا أبوك يا عائشة، بايع على ذلك جبريل وميكائيل، وعقدت خلافته برايةٍ بيضاء، وعقد لواؤه تحت العرش، قال اللَّه للملائكة: رضيتم ما رضيت لعبدي؟ فكفى بأبيك فخرًا أن بايع له جبريل وميكائيل وملائكة السماء، وطائفة من الشياطين يسكنون البحر، فمن لم يقبل هذا فليس منِّي ولست منه". قالت عائشة: فَقَبَّلْتُ أنفه وما بين عينيه، فقال: "حسبك يا عائشة، فمن لست بأُمِّه فواللَّه ما أنا بنبيِّه، فمن أراد أن يتبرأ من اللَّه ومنِّي فليتبرَّأ مِنْكِ يا عائشة".
(١٤/ ٣٥ - ٣٦) في ترجمة (هارون بن أحمد بن محمد القَطَّان أبو القاسم).
مرتبة الحديث:
موضوع.
قال الحافظ الخطيب عقبه: "لا يثبت هذا الحديث، ورجال إسناده كلُّهم ثقات، ولعله شُبِّه لهذا الشيخ القَطَّان أو أُدْخِلَ عليه، مع أنِّي قد رأيته من حديث محمد بن بَابِشَاذ البَصْرِيّ عن سَلَمَة بن شَبِيب عن عبد الرزاق. وابن بَابِشَاذ راوي مناكير عن الثقات. وقد كان في أصل ابن المُذْهِب أحاديث صالحة عن هارون القَطَّان عن البَغَوي، وكلُّها مستقيمة. وسألت ابن المُذْهِب عنه فقال: كان يسكن دار البطيخ العليا التي عند دار إسحاق، ولم يكن ممن يظن به الكذب، ولا تلحقه التُّهْمَة، لأنَّه لم يكن ممن يتصدى للحديث ولا يُحْسِنُهُ وكان من أهل القرآن والخير".
وقال الحافظ الذَّهَبِيّ في "الميزان" (٤/ ٢٨٢) في ترجمة (هارون بن أحمد القَطَّان): "روى حديثًا باطلًا، كأنَّه المسكين أُدْخِلَ عليه ولا يشعر". ثم ساق طَرَفًا من الحديث المتقدِّم، وقال: "قال الخطيب: رواته ثقات إلَّا القطان. وله إسناد آخر باطل". وأقرَّه الحافظ ابن حَجَر في "اللسان" (٦/ ١٧٦ - ١٧٧).