رواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(١/ ٣١٠ - ٣١١)، عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، ثم نقل قوله السابق، وأضاف:"هذا قد أُدْخِلَ عليه لِغَفْلَتِهِ، وكثير من أهل الدِّين تغلب عليهم الغَفْلَةُ. وروى هذا الحديث بعض النَّاس فخلط فيه وزاد ونقص".
ثم رواه ابن الجَوْزي بنحوه، من طريق أبي القاسم عمر بن عبد اللَّه التِّرْمِذِيّ قال: أنبأنا جدِّي أبو بكر بن عبيد اللَّه بن مرزوق قال: حدَّثنا عبَّاس أبو الفضل الشَّكْلِيّ قال: حدَّثنا عبد الصمد أبو العبَّاس الهاشمي قال: حدَّثنا الحسين بن عليّ الأَدَمِيّ قال: حدَّثنا أَبَان بن يزيد قال: حدَّثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا مَعْمَر، عن الزُّهْرِيّ، عن ابن عبَّاس، عن عائشة.
وقال:"هذا الحديث لا يتعدى أبا القاسم التِّرْمِذِيّ أو جدّه أبا بكر بن مرزوق، على أنَّه فيه من التخليط في الإسناد والمَتْن ما يُنْبِيء أنَّه فِعْلُ مخلِّط لا يدري ما يقول".
قال ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(١/ ٣٤٢): "جَزَمَ الذَّهَبِيُّ في "تلخيصه" بأنَّه من عمل ابن مرزوق، واللَّه أعلم. قال السُّيُوطيُّ: ووجدت له طريقًا آخر أخرجه أبو العبَّاس الزَّوْزَني في كتاب "شجرة العقل". قلت -القائل ابن عَرَّاق-: فيه أحمد وأبو هارون الأنصاري لا يعرفان، فلعل أحدهما سَرَقَهُ، واللَّه أعلم".
وقد أقرَّ السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(١/ ٢٩٠ - ٢٩٢)، ابن الجَوْزيِّ في حكمه على الحديث بالوضع، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(١/ ٣٤٢).
أقول: أمَّا طريق محمد بن بَابِشَاذ البَصْرِيّ عن سَلَمَة بن شَبِيب عن عبد الرزاق الذي أشار إليه الخطيب فيما تقدَّم من كلامه. فإنَّ الذَّهَبِيَّ في "الميزان"(٣/ ٤٨٨) في ترجمة (محمد بن بَابِشَاذ البَصْرِيّ) قد قال: "وثَّقه