للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال: "هذا حديث لا يصحُّ". وأعلَّ طريق الخطيب بالثلاثة الذين ذُكِرُوا في مرتبة الحديث: (سُكَيْن) و (المغيرة) و (يوسف). وأعلَّ الطريق الثاني بـ (أبي داود النَّخَعِيّ). أمَّا الثالث فقد أعلَّه بقوله: "فيه سُوَيْد بن سعيد وكان يحيى يحمل عليه فوق الحدِّ، وفيه (بقيَّة)، وكان من المدلِّسين يروي عن الضعفاء ويدلِّسهم، وقد قال في هذا الحديث: عن أبي الفضل، وهو بَحْر بن كَنِيز (١) السَّقَّاء، فكنَّاه ولم يسمِّه تدليسًا، ومن يفعل مثل هذا لا ينبغي أن يروى عنه. قال يحيى: (بَحْر) ليس بشيء، لا يُكْتَبُ حديثه، كُلُّ النَّاس أحبُّ إلي منه. وقال الدَّارَقُطْنِيّ والنَّسَائِيُّ: متروك".

وقد تقدَّمت ترجمة (بَحْر بن كَنِيز السَّقَّاء البَاهِلِيّ أبو الفضل) في حديث (٣٧٣).

وقد تعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة" (١/ ١٢٠ - ١٢١)، وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة" (١/ ٢٠٢).

وتعقُب السُّيُوطيُّ ينصب على الاختلاف في بعض الرواة المجروحين الذين أعلَّ بهم ابن الجَوْزي الحديث، ممَّا لا يصلح معه الحكم على الحديث بالوضع. وهو مدفوع بما تقدَّم من بيان حال هؤلاء المجروحين، ومن نَكَارَة المَتْنِ الشديدة.

والحديث ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (٢/ ٢٦٣ - ٢٦٤)، ونقل عن أبيه قوله: "هذا حديث موضوع باطل".

ونقل الخطيب عقب روايته له عن أبي عليّ صالح بن محمد النَّيْسَابُورِيّ قوله: "قال بعض النَّاس: إنما هذا تصحيف، إنما هو: "مِنْ سَعَادَةِ المَرْءِ خِفَّةُ


(١) صُحِّفَ في "الموضوعات" إلى "كثير". والتصويب من مصادر ترجمته المتقدِّمة في حديث (٣٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>