موسى، حدَّثنا حماد بن سَلَمَة، عن عبد الملك بن عُمَيْر، عن ابن شَيْبَة عن النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم:"إذا جاء أحدكم فأوسع له أخوه فإنما هي كرامة أكرمه اللَّه بها". وعن أبي عَوَانة، عن عبد الملك، عن مصعب -خازن البيت- نحوه. وقال لي عبد اللَّه بن محمد، حدَّثنا محمد بن أبي الوزير البَصْري سمع موسى بن عبد الملك بن عُمَير، عن أبيه، عن شَيْبَة الحَجَبي، عن عَمِّه عثمان بن طلحة، عن النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال:"ثلاث يصفين لك ودّ أخيك: فسلِّم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه"." انتهى.
وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (٢/ ٢٦١ - ٢٦٢): "سألت أبي عن حديث رواه محمد بن أبي الوزير، عن موسى بن عبد الملك بن عُمَيْر، عن أبيه، عن شَيْبَة الحَجَبي عن عَمِّه قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "ثلاثة يصفين لك ودّ أخيك: تسلِّم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب الأسماء إليه". قال أبي: هذا حديث منكر، وموسى ضعيف الحديث".
أقول: و (عبد الملك بن عُمَيْر القُرَشي) وإن كان ثقةً إلّا أنَّ حفظه قد تغيَّر بأَخَرَةٍ. انظر "التهذيب" (٦/ ٤١١ - ٤١٣) و"التقريب" (١/ ٥٢١).
أمَّا ما جاء في "الجامع الصغير" (١/ ٣٣٨) بشرح "فيض القدير" من عزوه للحارث عن أبي شَيْبَة الخُدْري، ومتابعة المُنَاوي والألباني له، فإنّه خطأ لما تقدَّم، فضلًا عن أنَّ (أبا شَيْبَة الخُدْري) هذا، قد ترجم له ابن حَجَر في "الإِصابة" (٤/ ١٠٤) وقال نقلًا عن ابن السَّكَن: "له حديث واحد ولا يعرف اسمه". ثم ذكر الحديث وهو: "من شهد أن لا إله إلّا اللَّه مخلصًا بها قلبه دخل الجنَّة".
وأمَّا ما نقله المُنَاوي في "فيض القدير" (١/ ٣٣٨) عن الذَّهَبِيِّ من قوله: "حديث جيد"، وأنَّ السيوطي رمز لحسنه، وإقرار الشيخ الألباني لهم، فإنَّه غير جيِّد، وقد علمت ما فيه من العلل.
ثم وجدت الإِمام السُّيُوطيُّ في "الجامع الكبير" (١/ ٥٧)، بَعْدُ، يذكر