وقال عنه ابن حَجَر في "التقريب"(١/ ٢٠٩): "صدوق يَهِم، من الثالثة"/ بخ قد ت س. وانظر:"تهذيب الكمال"(٧/ ٤٩٠ - ٤٩٣)، و"التهذيب"(٣/ ٧٢ - ٧٣). والظاهر من مجموع كلام الأئمة فيه: أنّه ثقة يَهِم، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم.
و(عبد اللَّه بن عقبة) هو (عبد اللَّه بن لَهِيعة بن عقبة الحَضْرَميّ المِصْريّ) قال الإِمام المِزِّيُّ في "تهذيب الكمال"(١٥/ ٤٩٠) في ترجمة (عبد اللَّه بن لَهِيعة) عند ذكره لمن روى عنه: "عبد اللَّه بن المبارك وربما نَسَبَهُ إلى جَدِّه".
وقد اختلف النُّقَّاد كثيرًا في أمر قبول حديث (عبد اللَّه بن لَهِيعة) وردِّه. والذي يظهر من مجموع أقوال الأئمة فيه، مع ما استقر عليه العمل عند جمهور أهل العلم بحديث رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بشأن حديثه: أنَّه ضعيف إلَّا إذا روى العَبَادِلَةُ عنه: عبد اللَّه بن المبارك، وعبد اللَّه بن وَهْب القرشي، وعبد اللَّه بن يزيد المُقرِئ، فإن روايتهم عنه أحسن وأجود من غيرهم، لما تميزوا به من الثقة والتحري لمروياته والأخذ عنه قبل زيادة سوء حفظه، بحيث كان منهم من ينقل من أصوله الخطية بجانب السماع منه. وبعض الأئمة صحَّح رواية العَبَادِلَةِ عنه.
قال الحافظ عبد الغني بن سعيد الأَزْدِي -كما في "تهذيب التهذيب"(٥/ ٣٧٧ - ٣٧٨) -: "إذا روى العَبَادِلَةُ عن ابن لَهِيعة فهو صحيح: ابن المُبَارك، وابن وَهْب، والمُقرِئ". قال الحافظ ابن حَجَر عقبه:"وذكر السَّاجِيّ وغيره: مثله".
قال ابن حِبَّان في "المجروحين"(١/ ١١): "كان أصحابنا يقولون: إنَّ سماع من سمع منه قبل احتراق كتبه مثل: العَبَادِلَةِ، فسماعهم صحيح".
وقال الذَّهَبِيُّ في "ديوان الضعفاء" ص ١٧٥: "ضعَّفوه، ولكن حديث ابن المبارك، وابن وَهْب، والمُقرئ، عنه أحسن وأجود، وبعض الأئمة صحَّح رواية هؤلاء عنه واحتجَّ بها".