أقول: والحديث رواه مسلم في الإيمان، باب وصف جبريل للنبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم الإسلام والإيمان (١/ ٣٦ - ٣٨) رقم (٨)، والتِّرْمِذِيُّ في الإِيمان، باب ما جاء في وصف جبريل للنبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم الإيمان والإسلام (٥/ ٦ - ٨) رقم (٢٦١٠)، وأبو داود في السُّنَّة، باب في القَدَرِ (٥/ ٦٩ - ٧٣) رقم (٤٦٩٥)، والنَّسَائي في الإيمان، باب نَعْتِ الإسلام (٨/ ٩٧)، وابن ماجه في المقدّمة، باب في الإيمان (١/ ٢٤ - ٢٥) رقم (٦٣)، وغيرهم، من طريق كَهْمَس بن الحسن التَّمِيميّ، عن عبد اللَّه بن بُرَيْدَة، عن يحيى بن يَعْمَر، عن ابن عمر، عن أبيه عمر بن الخطاب مرفوعًا.
قال التِّرْمِذِيُّ: وقد رُوي هذا الحديث عن ابن عمر عن النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم. والصحيح هو: ابن عُمَرَ عن عُمَرَ عن النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم".
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه اللَّه في تعليقه على "المسند" (١/ ٣١٤) رقم (٣٧٤) على رواية الإمام أحمد للحديث من طريق سفيان عن عَلْقَمَة بن مَرْثَد عن سليمان بن بُرَيْدَة عن ابن يَعْمَر عن ابن عمر به. قال: "إسناده صحيح. وقد سبق بمعناه في (١٨٤ و ٣٦٧ و ٣٦٨) من طريق عبد اللَّه بن بُرَيْدَة، رواه عنه عثمان بن غياث وكَهْمَس، من رواية عبد اللَّه بن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب. وهذا الحديث من رواية سليمان بن بُرَيْدَة، وهو أخو عبد اللَّه بن بُرَيْدَة، هما توأم وكلاهما ثقة. قال أحمد عن وكيع: يقولون: إنَّ سليمان كان أصحّ حديثًا من أخيه وأوثق، وقال ابن عُيَيْنَة: حديث سليمان بن بُرَيْدَة أحبّ إليهم من حديث عبد اللَّه. وفات هذا الحديث الحافظ الهيثمي فلم ينسبه إلى المسند، بل ذكره مختصرًا بعض الشيء من حديث ابن عمر ونسبه للطبراني -ثم ذكر موضعه من "المجمع" وما قاله فيه- وقال: فقد اختلف الأَخَوَان: سليمان وعبد اللَّه، الذي حضر سؤالات جبريل هو ابن عمر؟ أَمْ عمر فروى عنه ابنه عبد اللَّه بن عمر؟ ولا يُحْتَمَلُ أن يكونا حضراه معًا وأنّ ابن عمر كان يحكيه مرَّة عن نفسه ومرَّة عن أبيه، لأنّ مخرج الحديث