قال البزَّار:"لا نعلمه يُرْوى مِنْ وجهٍ من الوجوه، إلّا من هذا الوجه. ومحمد بن الحجَّاج قد حَدَّثَ بأحاديث لم يُتَابَعْ عليها، ولمّا لم نجد هذا عند غيره لم نجد بُدًّا من إخراجه".
أقول: هذا الذي قاله البزَّار موضع نظر كما سيأتي.
وقال البيهقي:"هذا يتفرَّد به محمد بن الحجَّاج اللَّخْمِيّ عن مُجَالِد. ومحمد بن الحجَّاج: متروك".
وقال ابن عدي:"هذا الحديث لم يحدِّث به عن مُجَالِد بهذا الإسناد غير محمد بن الحجَّاج".
وقال: هذا مما يُتَّهم محمد بن الحجَّاج بوضعه.
وقال الهيثمي في "المجمع"(٩/ ٤١٩): "رواه الطبراني والبزَّار، وفيه محمد بن الحجَّاج وهو كذَّاب".
ورواه البيهقي في "دلائل النبوة"(٢/ ١٠٢ - ١٠٤)، و"الزهد الكبير" ص ٢٨٤ - ٢٦٨ رقم (٦٨٢)، بنحوه، وبزيادة في آخره، من طريق أبي بكر أحمد بن سعيد بن فَرْضَخ الإِخْمِيمِي، عن القاسم بن عبد اللَّه بن مهدي، عن أبي عبيد اللَّه سعيد بن عبد الرحمن المَخْزُومي، عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن أبي حمزة الثُّمَالي، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عبَّاس مرفوعًا.
أقول: في إسناده (القاسم بن عبد اللَّه بن مهدي الإِخْمِيمِي) قال الدَّارَقُطْنِيُّ: "مُتَّهَمٌ بوضع الحديث". وقال ابن عدي:"كان بعض شيوخ مِصْرَ يضعِّفه. . . ولم أر له حديثًا منكرًا فأذكره، وهو عندي لا بأس به". انظر في ترجمته:"الكامل"(٦/ ٢٠٦٢)، و"الميزان"(٣/ ٣٧٢ - ٣٧٣)، و"اللسان"(٤/ ٤٦١).
كما أنَّ في إسناده (أحمد بن سعيد بن فَرْضَخ الإِخْمِيمِي المِصْري) ترجم له