الحافظ ابن حَجَر في "اللسان"(١/ ١٧٨ - ١٧٩) ونقل عن الدَّارَقُطْنِيّ قوله: "روى عن القاسم بن عبد اللَّه بن مهدي. . . أحاديث في ثواب المجاهدين والمرابطين والشهداء موضوعة، كلّها كذب، ولا تحلّ روايتها، والحَمْلُ فيها على ابن فَرْضَخ فهو المُتَّهَمُ بها، فإنه كان يُرَكِّبُ الأسانيد ويضع عليها أحاديث".
ورواه أبو نُعَيْم في "دلائل النبوة"(١/ ١٢٧ - ١٢٩) رقم (٥٥)، من طريق محبوب بن الحسن، عن ابن السَّائِب، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس مرفوعًا بنحوه وبزيادة أيضًا.
أقول: وهذا إسناد تالف أيضًا كسابقه، فإنّ فيه (محمد بن السَّائِب الكَلْبِيّ) وهو كذَّاب ساقط، كذّبه ابن مَعِين، وزائدة، وسليمان التَّيْمِيّ، وغيرهم. وستأتي ترجمته في حديث (٢٠٥٤).
وفيه (أبو صالح باذَام -ويقال - باذان- الكَلْبِي مولى أُمِّ هانئ) وهو ضعيف. قال ابن حِبَّان: يتحدث عن ابن عبَّاس ولم يسمع منه". وستأتي ترجمته في حديث (٢٠٥٤) مطوَّلًا جدًّا.
ورواه البيهقي في "دلائل النبوة" (٢/ ١٠٥ - ١١٣)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١/ ٥٤٤ - ٥٤٨) -مخطوط-، من طريق عيسى بن محمد بن سعيد القُرَشي، حدَّثنا عليّ بن سليمان، عن سليمان بن عليّ، عن عليّ بن عبد اللَّه بن عبّاس، عن ابن عبَّاس مرفوعًا.
قال ابن عساكر: "هذا حديث غريب".
وقال السُّيُوطيُّ في "اللآلئ" (١/ ١٩٢): "آثار الوضع على هذا الخبر لائحة".
وللحديث شواهد من حديث: أنس، وعُبَادة بن الصَّامت، وأبي هريرة، وسعد بن أبي وقَّاص، وابن مسعود، وأبي ذَرٍّ. انظرها في: "هواتف