للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أبي بكر بن أبي داود السِّجِسْتَانيّ، عن محمد بن عاصم، عن شَبَابة بن سَوَّار، عن مَخْلَد (١) بن عبد الواحد، عن عليّ بن زيد بن جُدْعَان وعطاء بن أبي ميمونة، عن زِرّ بن حُبَيْش، عن أُبَيّ بن كعب قال: "إنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عَرَضَ عليّ القرآن في السَّنَةِ التي مات فيها مرتين، وقال: إنَّ جبريل عليه السلام أمرني أن أقرأ عليك القرآن، وهو يقرئك السلام. . . " ثم ساق ابن الجَوْزِيّ تتمة الحديث وفيه ذكر فضائل سُوَرِ القرآن.

قال ابن الجَوْزِي عقبه: "وقد فرَّق هذا الحديث أبو إسحاق الثَّعْلَبِيّ في "تفسيره"، فذكر عند كل سورة منه ما يخصّها، وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك، ولا أعجبُ منهما، لأنهما ليسا من أصحاب الحديث، وإنما عجبت من أبي بكر بن أبي داود كيف فرَّقه على كتابه الذي صنَّفه في فضائل القرآن، وهو يعلم أنَّه حديث مُحَالٌ. . . وهذا حديث فضائل السور مصنوع بلا شك".

وأعَلَّ حديث ابن أبي داود بـ (مَخْلَد بن عبد الواحد)، ونقل عن ابن حِبَّان (٢) قوله فيه: "منكر الحديث جدًّا، ينفرد بمناكير لا تشبه أحاديث الثقات". كما ذكر أنَّ فيه (عليّ بن زيد) وقد قال يحيى بن مَعِين وأحمد بن حنبل فيه: "ليس بشيء". ثم قال ابن الجَوْزِيّ: "وبعد هذا، فنفس الحديث يدل على أنَّه مصنوع، فإنَّه قد استنفد السُّوَرَ، وذكر في كلِّ واحدة ما يناسبها من الثواب بكلام ركيكٍ في نهاية البُرودة لا يناسب كلام رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم".

ثم روى ابن الجَوْزي بإسناده في (١/ ٢٤١) من "الموضوعات"، عن عبد اللَّه


(١) صُحِّفَ في "الموضوعات" إلى: "محمد"، والتصويب من "المجروحين" لابن حِبَّان (٣/ ٤٣)، و"اللآلئ" (١/ ٢٢٧)، و"تنزيه الشريعة" (١/ ٢٨٥).
(٢) في كتابه "المجروحين" (٣/ ٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>