كما في "اللآلئ المصنوعة"(١/ ٢٨٣)، و"القول البديع" للسَّخَاوي ص ١٥٤، ونقل عن شيخه الحافظ ابن حَجَر قوله:"سنده جيِّد".
لكن قال الإِمام ابن القَيِّم في "جلاء الأفهام" ص ٢٢ بعد أن عزاه إلى أبي الشيخ في كتاب "الصلاة على النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم" من ذات طريقه المتقدِّم: "وهذا الحديث غريب جدًّا".
أقول:(عبد الرحمن بن أحمد الأعرج) لم أقف على من ترجم له، وباقي رجال إسناد أبي الشيخ حديثهم حسن.
ثم وجدت الحافظ ابن عبد الهادي في "الصَّارم المُنْكِي" ص ٢٠٦ يقول: "وقد روى بعضهم هذا الحديث من رواية أبي معاوية عن الأعمش، وهو خطأ فاحش، وإنما هو محمد بن مروان، تفرَّد به، وهو متروك الحديث متَّهم بالكذب".
وقد تَعَقَّبَ السُّيوطيُّ في "اللآلئ المصنوعة"(١/ ٢٨٢ - ٢٨٣)، ابن الجَوْزيِّ في حكمه على الحديث بالوضع، بما تقدَّم من طريق أبي الشيخ، وبأن له شواهد عِدَّة من حديث أبي بكر وابن عبَّاس وغيرهما. ثم ذكر هذه الشواهد. وأقرَّه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(١/ ٣٣٥).
أقول: تَعَقُّبُ السيوطيّ مردود من وجهين:
الأول: ما يتعلق بطريق أبي الشيخ، وقد تقدَّم الكلام عنه، وأنَّه خطأ فاحش كما قال ابن عبد الهادي.
الثاني: أنَّ كُلَّ الشواهد التي ذكرها إنَّما تتعلق بالشطر الأول منه: "من صَلَّى عليَّ عند قبري سمعته. ومن صلَّى عليَّ نائيًا، وُكِّلَ بها مَلَكٌ يبلِّغني".
أمَّا الشطر الثاني:"وكُفي بها أمر دنياه وآخرته، وكنت له شهيدًا أو شفيعًا". فإنَّ الشواهد التي ساقها، لا تتناوله! فضلًا عن أن هذه الشواهد ليس فيها ما يُفيد