قال الحافظ ابن حَجَر في "التلخيص الحَبِير"(٢/ ١٤٢): "وسويد بن سعيد هذا وإن كان مسلم أخرج له في "صحيحه"، فقد اعتذر مسلم عن ذلك وقال: إنَّه لم يأخذ عنه إلَّا ما كان عاليًا وتوبع عليه". ولأجل هذا أعرض عن مثل هذا الحديث -يعني حديث ابن عبَّاس-. وقال أبو حاتم الرَّازي: صدوق وأكثر ما عيب عليه التدليس والعمى. وقال الدَّارَقُطْنِيّ: كان لما كبر يُقْرَأ عليه حديث فيه بعض النَّكَارة فيجيزه".
وستأتي ترجمته في حديث (٩٤٧).
وفي هذا الطريق أيضًا (أبو يحيى القَتَّات) واسمه (زَاذَان) وقيل غير ذلك، قال الذَّهَبِيُّ عنه في "المغني" (٢/ ٣٧٩): "مُخْتَلَفٌ في الاحتجاج به، وقال النَّسَائي: ليس بالقويِّ". وقال ابن حَجَر في "التقريب" (٢/ ٤٨٩): "ليِّن الحديث، من السادسة"/ بخ د ت ق. وانظر ترجمته في "التهذيب" (١٢/ ٢٧٧ - ٢٧٨).
وصاحب الترجمة (أحمد بن محمود الأَنْبَاري) لم يذكر الخطيب فيه جرحًا أو تعديلًا، ولم أقف على من ذكره بذلك.
الطريق الثاني: الزُّبَيْر بن بَكَّار، عن عبد الملك بن عبد العزيز بن المَاجِشُون، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس مرفوعًا.
رواه الخرائطي في "اعتلال القلوب" -كما في "روضة المحبين" لابن القَيِّم ص ١٩٣ في آخر الباب الرابع عشر-، والدَّيْلَمِيّ في "مسند الفردوس" -كما في "المقاصد الحسنة" للسَّخَاوي ص ٤٢٠ وقال: "لكن وقع عنده: عن عبد اللَّه بن عبد الملك بن المَاجشُون"-، والخطيب البغدادي -كما في "التلخيص الحَبِير" (٢/ ١٤٢). أقول: الحديث من هذا الطريق ليس في "تاريخ بغداد" للخطيب، فلعله في كتاب آخر، واللَّه أعلم-.