و (أبو رجاء) هو (عِمْران بن مِلْحَان العُطَارِدِيّ): إمام ثقة، من كبار المُخَضْرَمينَ المُعَمَّرينَ، خرَّج له الستة، وتوفي عام (١٠٥ هـ) وله (١٢٠) عامًا. انظر ترجمته في:"السِّيَر"(٤/ ٢٥٣ - ٢٥٧)، و"التهذيب"(٨/ ١٤٠ - ١٤١)، و"التقريب"(٢/ ٨٥).
التخريج:
رواه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة"(٢/ ٣٠٩) من طريق الحسين بن محمد بن حاتم -المعروف بعبيد العِجْل-، عن بشر بن الوليد، به، وقال:"غريب من حديث أبي رجاء لم يرفعه فيما أعلم إلَّا زكريا بن حكيم".
ورواه ابن الجَوْزي في "الموضوعات"(١/ ١٤٤) عن الخطيب من طريقه المتقدِّم، وقال:"هذا حديث لم يرفعه غير زكريا"، وأعلَّه به، ونقل بعض أقوال النُّقَّاد فيه.
وتعقَّبه السُّيُوطيُّ في "اللآلئ"(١/ ٨٧) فقال: "أخرجه أبو نُعَيْم في "الحِلْيَة". قال النووي في "الأذكار" (١): يُكرَهُ أن يقال قوس قُزَح، واسْتَدَلَّ بهذا الحديث، وهذا يدلُّ على أنَّه غير موضوع".
وتابعه ابن عَرَّاق في "تنزيه الشريعة"(١/ ١٩٢).
أقول: كلام السُّيُوطيّ متعقَّبٌ بأنَّ أبا نُعَيْم إنما أخرجه في "الحِلْيَة"، من الطريق المتقدِّم ذاته، والذي فيه (زكريا بن حكيم الحَبَطي).
أمَّا اعتماد الإمام النووي في القول بكراهية ذلك على هذا الحديث، فإنَّه موضع نظر؛ لأنَّ الحديث هو ما قد علمت. وحتى على القول بضعفه الشديد، فإنَّه لا يصلحُ بحالٍ الاعتماد عليه في إثبات حكم شرعي.
(١) ص ٥٦٧ رقم (٩٦٢): (باب في ألفاظ يكره استعمالها).