وقال البيهقي في "السنن الكبرى"(١٠/ ٢١): "هذا حديث يُعْرَفُ بالجارود بن يزيد النَّيْسَابُوري، وأنكره عليه أهل العلم بالحديث. سمعت أبا عبد اللَّه الحافظ يقول: سمعت أبا عبد اللَّه محمد بن يعقوب الحافظ غير مَرَّةٍ يقول: كان أبو بكر الجَارُودي إذا مرَّ بقبر جَدِّه في مقبرة الحسين بن معاذ يقول: يا أَبَتِ لو لم تحدِّث بحديث بَهْز بن حَكِيم لزرتك.
قال الشيخ: وقد سرقه عنه جماعة من الضعفاء، فرووه عن بَهْز بن حَكِيم، ولم يصحّ فيه شيء".
وقال البيهقي في "شُعَب الإِيمان"(٧/ ١٠٩) -ط بيروت-: "هذا يُعَدُّ في أفراد الجارود بن يزيد عن بَهْز. وقد روي عن غيره، وليس بشيء. وهو إنَّ صحَّ فإنما أراد به فاجرًا مُعْلِنًا بفجوره، أو فاجرًا يأتي بشهادة، أو يعتمد عليه في أمانة، فيحتاج إلى بيان حاله لئلا يقع الاعتماد عليه. وباللَّه التوفيق".
ونقل ابن عدي في "الكامل"(٢/ ٥٩٥) عن أحمد بن حنبل قوله في الحديث: إنه منكر.
وروى الخطيب في "تاريخه"(٧/ ٢٦٢) عن أحمد بن حنبل أنه قيل له: رواه غيره -يعني الجارود-؟ فقال: ما علمت.
وقال الخطيب عقبه:"روي أيضًا عن سفيان الثَّوْري، والنَّضْر بن شُمَيْل، ويزيد بن أبي حَكِيم، عن بَهْز. ولا يثبت عن واحدٍ منهم ذلك. والمحفوظُ أنَّ الجارود تفرَّد برواية هذا الحديث".
وروى في (٧/ ٢٦٣) منه، عن عليّ بن المَدِيني وعمرو بن عليّ الفلَّاس قولهما في الحديث: إنه منكر.
ونقل المُنَاوي في "فيض القدير"(١/ ١٦٦) عن الدَّارَقُطْنِيِّ في "علله" قوله: "هو من وَضْع الجَارود، ثم سَرَقَهُ منه جَمْعٌ".