لكن نقل الإِمام الزَّرْكَشِي في "اللالئ المنثورة في الأحاديث المشهورة" ص ٤٥ عن شيخ الإِسلام الهَرَوي قوله في كتابه "ذمّ الكلام": "هذا حديث حسن من حديث بَهْز بن حَكِيم. وزعم بعض النَّاس أنَّ الجارود تفرَّد به، وقد وهم".
قال الإمام السَّخَاوي في "المقاصد" ص ٣٥٤ متعقبًا الإِمام الهَرَوي في قوله: "إنَّه حسن": "وليس كذلك".
وبما تقدَّم يُرَدُّ أيضًا على قول الهيثمي في "المجمع"(١/ ١٤٩): "رواه الطبراني في الثلاثة وإسناد "الأوسط" و"الصغير" حسن رجاله موثقون، واختلف في بعضهم اختلافًا لا يضره".
وقد أورد ابن طاهر المَقْدِسي الحديث في كتابه "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" ص ٨٥. وأعلَّه بـ (الجَارود).
أقول: وقد روى الطبراني في "المعجم الكبير"(١٩/ ٤١٨) رقم (١٠١١)، والقُضَاعي في "مسند الشِّهاب"(٢/ ٢٠٢) رقم (٧٤٨)، وابن عدي في "الكامل"(٥/ ١٨٦٣) في ترجمة (العلاء بن بِشْر)، والخطيب في "الكفاية" ص ٤٢ - ط الهند-، من طريق جُعْدُبَة بن يحيى اللَّيْثي، عن العلاء بن بِشْر، عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن بَهْز بن حَكِيم، عن أبيه، عن جَدِّه مرفوعًا بلفظ:"ليس للفَاسِقِ غِيبَةٌ".
قال ابن عدي عقبه:"وهذا معروف بالعلاء بن بِشْر. ومنهم من قال: عن العلاء بن بِشْر، عن سفيان الثَّوْري، عن بَهْز بن حكِيم، وإنما هو: ابن عُيَيْنَة. فلو كان ما رواه الجارود بن يزيد عن بَهْز بن حَكِيم: "أَتَرِعُونَ عن ذِكْرِ الفَاجِرِ" لو كان حَقًّا لكنت أقول: إنَّ العلاء بن بِشْر في هذه الرواية أراد به حديث الجارود ولفظ حديث الجارود. والعلاء بن بِشْر. . . مقدار ما يرويه لا يُتَابَعُ عليه".