الطريق الخامس: عن أبي رجاء محمد بن حَمْدُوْيَه، حدَّثنا محمد بن عَبيدة النَّافَقَاني، حَّدثنا الصبَّاح بن موسى، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن مكحول، عن سعيد بن المسيَّب، عن عليّ بن أبي طالب مرفوعًا.
رواه الخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه في الرسم"(١/ ١٠٦) رقم (١٥٢)، وفي "الفقيه والمتفقِّه"(١/ ٤٣ - ٤٤)، ولفظه فيهما:"طلب العلم فريضة على كلِّ مؤمن: أَنْ يعرف الصومَ والصَّلاةَ والحرَمّ والحدودَ والأحكامَ".
أقول: إسناده ضعيف. ففيه (الصَّبَّاح بن موسى) قال الذَّهَبِيُّ عنه في "الميزان"(٢/ ٣٠٦): "ليس بذاك القويّ، مشَّاه بعضهم".
كما أنَّ فيه (محمد بن عَبيدة المَرْوَزِي النَّافَقَاني) ترجم له ابن مَاكُولا في "الإكمال"(٦/ ٥٥ - ٥٦) وقال: "صاحب مناكير". كما ترجم له في "اللسان"(٥/ ٢٧٧) و"الميزان"(٣/ ٦٤٠) ولم يذكرا في نسبته (النَّافَقَاني).
وقد ذكر الدَّيْلَمِيُّ في "الفردوس"(٢/ ٤٣٧) رقم (٣٩٠٨) الحديث عن عليّ بن أبي طالب مرفوعًا بلفظ: "طلب العلم فريضة على كلِّ مؤمن، فاغْدُ أيها العبد عالمًا أو متعلمًا ولا خير فيما بين ذلك".
وقد غزاه له السُّيُوطيُّ في "جزئه" المتقدِّم ص ٢٨ - ٢٩، ولم يذكر إسناده فيه.
أقول: حديث: "طلب العلم فريضة على كل مسلم". ممَّا اختلفت أنظار العلماء وأقوالهم في أمر قبوله وردِّه.
فَمِنْ قائلٍ: بعدم صحته:
ففي "العلل" لابن الجَوْزي: (١/ ٦٦) عن الإمام أحمد: "لا يثبت عندنا في هذا الباب شيء".