للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أقول: في اعتبار الهيثمي الحديث البزَّار من الزوائد، وإدخاله له في كتابه "مجمع الزوائد"، نظر، لتخريج الإِمام ابن ماجه له في "سننه" كما تقدَّم.

قال الإِمام الدَّارَقُطْنِيّ في "علله" (٥/ ٥٠): "رواه الثَّوْري واخْتُلِفَ عنه، فرواه معاوية بن هشام عن سفيان عن زيد بن جُبَيْر، عن خِشْف بن مالك عن أبيه عن عبد اللَّه عن النبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، ووهم فيه معاوية بن هشام، وإنما رواه الثَّوْري عن زيد بن جُبَيْر، عن خِشْفٍ قال: "كنَّا نصلِّي مع ابن مسعود الظهر والجَنَادِب (١) تنفر (٢) من شدة الحَرِّ" غير مرفوع".

قال الإِمام البُوصِيري في "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه" (١/ ٨٦): "هذا إسناد فيه مقال، رواه البزَّار في "مسنده". . . فذكره بإسناده ومتنه. . . ورواه الطبراني في "معجمه" من طريق خبَّاب بن الأَرَتّ عن عبد اللَّه بن مسعود بلفظ "الصلاة بالهَاجِرَة" بدل "شدة الرمضاء". ورواه الحاكم في "المستدرك" من حديث خبَّاب ولفظ ابن ماجه سواء، ومن طريقه رواه البيهقي، ورواه أبو يعلى المَوْصِلي حدَّثنا أبو كُرَيب حدَّثنا معاوية بن هشام عن سفيان فذكره. ومالك الطائي لا يُعْرَفُ حاله، ومعاوية بن هشام فيه لِيْنٌ، لكن له شاهد في صحيح مسلم والنَّسَائي وابن ماجه من حديث خبَّاب بن الأرتّ عن النبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لأوسطه".

وإنما اعتبرت حديث الخطيب من الزوائد لاختلاف لفظه عن لفظ ابن ماجه، ولاختلاف تفسيره عند بعضهم كما سيأتي.

والحديث رواه مسلم في المساجد، باب استحباب تقديم الظهر في أول الوقت غير شدة الحَرِّ (١/ ٤٣٣) رقم (٦١٩)، والنَّسَائي في المواقيت، باب أول وقت الظهر (١/ ٢٤٧)، وعبد الرزاق الصَّنْعَاني في "مصنَّفه" (١/ ٥٤٣ - ٥٤٤)


(١) صُحِّفَت في "العلل" للدَّارَقُطْنِيّ، و"المصنَّف" لابن أبي شيبة (١/ ٣٢٤) إلى: "الجنادل" باللام، والتصويب من "النهاية" (١/ ٣٠٦)، والجَنَادب: ضَرْبٌ من الجَرَاد.
(٢) في "النهاية" لابن الأثير (١/ ٣٠٦)، "تَنْقُزُ" بالزاي.

<<  <  ج: ص:  >  >>