للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأخرجه بتمامه ثم أقول في آخره: "رووه أو بعضهم باختصار"، وربما بَيَّنْتُ الزيادة، مع ما أضمه إليه من "مسندي" أحمد بن حنبل، والبزّار، و"صحيح ابن حِبَّان"، وغيرهم كما سَيُرى إن شاء اللَّه تعالى. وإن كان الحديث من طريق صحابيين فأكثر، وانفرد أحد المسانيد بإخراج طريق منه، أخرجته وإن كان المتن واحدًا، وأنبه عقب الحديث أنه في "الكتب الستة" أو أحدها من طريق فلان مثلًا إن كان، لئلا يظن أن ذلك وهم، فإن لم يكن الحديث في "الكتب الستة" أو أحدها من طريق صحابي آخر، ورأيته في غير "الكتب الستة"، نبَّهت عليه للفائدة، وليُعْلَمَ أنّ الحديث ليس بفرد. وإن كان الحديث في "مسندين" فأكثر من طريق صحابي واحد أوردته بطرقه في موضع واحد إن اختلف الإِسناد، وكذا إن اتحد الإِسناد، بأن رواه بعض أصحاب المسانيد معنعنًا، وبعضهم صرّح فيه بالتحديث، فإن اتفقت الأسانيد في إسناد واحد، ذكرت الأول منها، ثم أحيل عليه. وإن كان الحديث في "مسند" بطريقين فأكثر، ذكرت اسم صاحب المسند في أول الإِسناد، ولم أذكره في الثاني، ولا ما بعده، بل أقول: قال، ما لم يحصل اشتباه. هذا كلّه في الإِسناد.

وأمَّا المَتْنُ: فإن اتفقت المسانيد على مَتْنٍ بلفظٍ واحدٍ، سقت متن المسند الأول حسب، ثم أحيل ما بعده عليه. وإن اختلفت، ذكرت من كل مسند، وإن اتفق بعض واختلف بعض، ذكرت المختلف فيه، ثم أقول في آخره: فذكره" (١) انتهى.


(١) قال الإِمام السَّخَاويّ في "الضوء اللامع" (١/ ٢٥٢) في ترجمة الإِمام البُوصيري: "والتقط من هذه الزوائد ومن "مسند الفردوس" كتابًا جعله ذيلًا على "الترغيب" للمُنْذِري، سمّاه: "تحفة الحبيب للحبيب بالزوائد في الترغيب والترهيب"، ومات قبل أن يهذبه ويبيضه، فبيضه من مسودته ولده، على خلل كثير فيه، فإنه ذكر في خطبته أنه يقتفي أثر الأصل في إصلاحه وسرده، ولم يوف بذلك، بل أكثر من إيراد الموضوعات وشبهها بدون بيان".

<<  <  ج: ص:  >  >>