وهذا الحديث مداره على (أبي زيد)، وهو مجهول عند أهل الحديث كما قاله التِّرْمِذِيُّ وغيره. قال ابن حِبَّان في "المجروحين"(٣/ ١٥٨) في ترجمته: "ليس يُدْرَى من هو، ولا يُعْرَفُ أبوه ولا بلده. والإنسان إذا كان بهذا النَّعْتِ ثم لم يرو إلَّا خَبَرًا واحدًا خالف فيه الكتاب والسُّنَّة والإجماع والقياس والنظر والرأي، يستحق مجانبته فيها ولا يحتجُّ به".
قال ابن أبي حاتم في "العلل"(١/ ١٧): "سمعت أبا زُرْعَة يقول: حديث أبي فَزَارة ليس بصحيح، وأبو زيد مجهول".
وقد ضَعَّفَ الإِمام الطَّحاوي في "شرح معاني الآثار"(١/ ٩٤ - ٩٦) أسانيد حديث ابن مسعود في هذا كلّها.
وقال الحافظ ابن حَجَر في "الفتح"(١/ ٣٥٤) -في الوضوء، باب لا يجوز الوضوء بالنبيذ. .-: "هذا الحديث أطبق علماء السَّلَف على تضعيفه".
وانظر "تهذيب التهذيب"(٢/ ١٠٢ - ١٠٣) -في ترجمة (أبي زيد المَخْزُومِيّ) - أقوال أئمة النقد في ردِّهم لهذا الحديث.
وانظر أيضًا:"نصب الراية"(١/ ١٣٨ - ١٤٧) لمزيد تحقيق حول هذا الحديث ورواياته المختلفة.
ويردُّ هذا الحديث، ما رواه مسلم في الصَّلاة، باب الجهر بالقراءة في الصُّبْحِ (١/ ٣٣٢) رقم (٤٥٠)، والتِّرْمِذِيّ في التفسير، باب ومن سورة الأحقاف (٥/ ٣٨٢) رقم (٣٢٥٨)، وأبو داود في الطهارة، باب الوضوء بالنبيذ (١/ ٦٧)، رقم (٨٥)، عن عَلْقَمَة قال:"قلتُ لعبد اللَّه بن مسعود: من كان منكم مع رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ليلة الجِنِّ؟ فقال: ما كان معه مِنَّا أَحَدٌ".
قال الإِمام النَّووي في "شرحه على صحيح مسلم"(٤/ ١٦٩ - ١٧٠) تعليقًا