فيه تساهل؛ لأنَّ مُسْلِمًا إنَّما خَرَّجَ لـ (محمد بن عَجْلانِ) متابعةً. قال ابن حَجَر في ترجمته في "التهذيب"(٩/ ٣٤٢): "إنَّما أَخْرَجَ له مُسْلِمٌ في المتابعات، ولم يحتج به".
و(محمد بن عَجْلان المَدَني القُرَشي) قال الحافظ ابن حَجَر عنه في "التقريب"(٢/ ١٩٠): "صدوق، إلَّا أنَّه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة".
فهذا الطريق يعتبر معضِّدًا للطريق الأول، ويرتقي به إلى مرتبة الحسن، واللَّه أعلم.
وقال العلّامة المُنَاوي في "فيض القدير"(١/ ٣٣٧ - ٣٣٨) معلِّقًا على حديث أبي هريرة بلفظ الخطيب: "قال عبد الحق: أسنده جمع وأوقفه آخرون، والوقف أصحّ".
وقال الحافظ ابن حَجَر في "فتح الباري"(٩/ ٥٨٤) -في الأطعمة، باب الرجل يُدْعَى إلى طعام فيقول: وهذا معي- عقب ذكره لحديث أبي هريرة بلفظ الخطيب، وعزوه له لأحمد والحاكم والطبراني فقط:"فيه مَقَالٌ، لكن أَخْرَجَ له الحاكم شاهدًا من رواية ابن عَجْلان عن سعيد المَقْبُرِيّ عن أبي هريرة روايةً بنحوه. وأخرجه ابن أبي شَيْبَة من هذا الوجه موقوفًا".
وقد روى ابن أبي شَيْبَة في "مصنَّفه"(٨/ ١٠٢) عن وكيع، عن سفيان، عن عمر الأنصاري قال: سمعت أنس بن مالك يقول: "إذا دخلت على رجل لا تتهمه في بطنه، فَكُلْ من طعامه واشرب من شرابه".
ورواه البخاري في "صحيحه"(٩/ ٥٨٣) في الأطعمة، باب الرجل يُدْعَى إلى طعام فيقول: وهذا معي، عن أنس من قوله معلَّقًا.
وقد بيَّن ابن حَجَر في "الفتح"(٩/ ٥٨٤) أنَّ عدم سؤال الطَّاعِمِ أو الشَّارِبِ