للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(فأتوه) الفاء فيه فصيحة (١)، وهي العاطفة على مقدر أي: أرسل إليه فجاء الرسولُ، فطلب أن يأتوه فأتوه، على حدِّ: {اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ} [الأعراف: ١٦٠] أي: فضرب فانفجر.

(وهم) أي: هرقل وجماعته، وفي نسخة: "وهو" أي: هرقل، (بإيلياء) بالمد، بوزن: كبرياء، وفي نسخة: بالقصر، وفي أخرى: "إلياء"، بحذف الياء الأولى، بوزن: إعطاء، وحُكِيَ: إيليَّا بتشديد الياء الثانية والقصر ومعناه: بيت الله، والمراد: بيت المقدس.

(في مجلسه) حال؛ أي: دعاهم حالة كونه في مجلسه؛ لأن دعا إنما يتعدى بإلى، نحو: {يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ} [يونس: ٢٥] أي: دعاهم وهو في مجلس ملكه، لا في خلوته. (وحوله) نصب على الظرفية، ويقال فيه: حواليه، وحوليه، وحواله، وهو خبر لقوله: (عظماء الروم) والروم: اسم للجيل المعروف، قال الجوهريُّ: ولد الروم بن عيصو أي: فغلب عليهم اسم أبيهم (٢)، (ثم دعاهم) عطف على فدعاهم، وليس بتكرار؛ لأن معناه: أنه دعاهم أولًا، فلما حضروا بعيدًا منه وقعت مهلة بقرينة ثم دعاهم ثانيًا؛ ليقربوا منه.

(تَرجُمانه) بفتح التاء، وضم الجيم، وقد تضم التاء اتباعًا، وقد


الأخفش إلى أنه منصوب على الظرفية.
واختلف النحاة -كذلك- في أصل هذه الواو: أهي قسمٌ برأسه، أ، هي واو العطف؟ فاختار بعض النحاة الأول، واختار آخرون الثاني.
(١) الفاء الفصيحة هي العاطفة على كلام مُقدَّرٍ، وأكثر ما يكون المقدر قبلها الشرط، ومنه قوله تعالى: {فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (٧)} أي إن علمت هذا أيها الإنسان فما يكذبك.
(٢) انظر: "الصحاح" ٥/ ١٩٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>