(أراه) بضم الهمزة، أي: أظنه. (فليستنثر) أي: فلينثر ما في أنفه بنفس وهو غير الاستنشاق؛ لأنه جذب الماء بريح الأنف إلى أقصاه. (على خيشومه) هو أقصى الأنف، ومرَّ الحديث في باب: الاستثنار في الوضوء (١).
(باب: ذكر الجن وثوابهم وعقابهم) أي: بيان وجودهم وبيان أنهم يثابون على الخير ويعاقبون على الشر (لقوله: {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} إلى آخره، وجه الاستدلال به أن قوله:{وَيُنْذِرُونَكُمْ} يدل على العقاب، وقوله، ({وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا}) يدل على الثواب. (بخسا) يعني في قوله تعالى: {فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا}[الجن: ١٣]. أي:(نقصًا) من حسناته ولا ظلمًا بالزيادة في سيئاته، ومفهوم ذلك أن من كفر خاف، والخوف يدل على تكليف
(١) سبق برقم (١٦١) كتباب: الوضوء، باب: الاستنثار في الوضوء.