كتاب منحة الباري بشرح صحيح البخاري

٢ - سورة البقرة - ٧ - باب قوله: {ما ننسخ من آية أو ننسها} [البقرة: ١٠٦] - ج: 7 - ص: 514

(حميد) أي: الطويل. (بقدوم) في نسخة: "بمقدم" (في أرض يخترف) أي: يجتني أثمارها. (وما ينزع) أي: ما السبب في أن الولد يشبه أباه، أو أمه وعدى (ينزع) بإلى: لتضمنه معنى: الجذب أي: ينجذب شبه الولد إلى شبه أبيه وأمه. (وقرأ هذه الآية) أي: قرأها الراوي، استشهادا بها لا أنها نزلت عقب هذه القصة، وقيل: قرأها النبي - صلى الله عليه وسلم - ردًّا علي اليهود، ولا يلزم نزولها حينئذ. (بهت) أي: كذابون. ومرَّ الحديث قبيل المغازي (١).

٧ - بَابُ قَوْلِهِ: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} [البقرة: ١٠٦]

(باب: قوله: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ} بفتح أوله وثالثه، أي: نزل حكمها، وفي قراءة: بضم أوله وكسر ثالثه أي: نأمرك، أو جبريل بنسخها. ({أَوْ نُنْسِهَا}) (٢). بفتح أوله وثالثه وبالهمز أي: نؤخر نسخها ونزول بدلها وفي قراءة بلا همز، وفي أخرى: كذلك مع ضم أوله وكسر ثالثة من النسيان فهما بمعنى: الترك أو المحو، أي: نتركها، أي: نمحها من قلبك. وبسط الكلام على ذلك يطلب من كتب التفسير.

---

(١) سبق برقم (٣٩٣٨) كتاب: مناقب الأنصار، باب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "اللهم أمض لأصاحبي هجرتهم". وبرقم (٣٩١١) كتاب: مناقب الأنصار، باب: هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة.
(٢) {نُنْسِأهَا} قرأها ابن كثير، وأبو عمرو، جعلاه من التأخير على معنى: أو نؤخر نسخة لفظها نأت بخير منها، وقرأ باقي السبعة: {نُنْسِهَا} بضم النون جعلوه من النسيان علي معنى: أو ننسكها قال أبو محمد القيسي: فكان يجب أن تكون القراءة بفتح النون الأولى والسين ولم يأت ذلك. انظر: "الكشف عن وجوه القراءات السبع" لمكي ١/ ٢٥٨ - ٢٥٩.