(شعبة) أي: ابن الحجاج. (عن أبيه) هو أبو بردة، واسمه: عامر. (عن جده) هو أبو موسى الأشعري.
(على كلِّ مسلمٍ صدقة) أي: على سبيل الندب المتأكد، لا على سبيلِ الوجوب، لكنَّ في حقِّ من رأى عاجزًا عن الكسب، وقد قارب الهلاكَ، أو على الأمرين معًا؛ إعمالًا للفظ في حقيقته ومجازه. (الملهوف) صادقٌ بالمظلوم والعاجز. (فإنْ لم يجد) أي: يقدر. (فإنها) أنث الضميرَ باعتبار الفعلة، أو الخصلة الحاصلة من العمل والإمساك. (له) أي: لكل من العامل بالمعروف، والممسكِ عن الشرِّ. (صدقة) أي: على نفسه وغيرها، وحاصلُ الحديث: أنَّ الشفقةَ على خلق الله متأكدةٌ، وهي إمّا بمالٍ حاصلٍ، وهو الشقُّ الأوّل، أو بمقدار التحصيل، وهو الثّاني، أو بغير مالٍ، وهو إمّا فعلٌ: وهو الإعانة، أو ترك: وهو الإمساك.
وقضيةُ الحديثِ: ترتيبُ الأمورِ الأربعة، وليس مرادًا، وإنّما هو للتسهيلُ على من عجز عن واحدٍ منها، وإلا فمن أمكنه فعل جميعها أو عدد منها معًا، فليفعل.