للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(إذا رأى رؤيا) الرؤيا بألف التأنيث المقصورة لرؤيا المنام، وبتائه لرؤية اليقظة غالبًا وإلا فقد أتيا بمعنى واحد كقربى وقربة، ويؤيده إطلاق الرؤيا على رؤية العين يقظة في قول ابن عباس في قوله تعالى {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: ٦٠] إنها رؤيا عين أريها النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة أسرى به، وفي قوله في الحديث: "وليس رؤيا منام" (١) (لها قرنان) أي: طرفان.

(فلقيهما) أي: الملكين. (لن تراع) بالنصب بلن، وفي نسخة: "لن ترع" بالجزم بنية الوقف، أو على لغة من جزم بلن (٢) وبحذف الألف لوجود مقتضيه حينئذ، ومرَّ الحديث مع الذي بعده في باب: فضل من تعارَّ من الليل (٣).

٢٠ - بَابُ مَنَاقِبِ عَمَّارٍ وَحُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا

(باب: مناقب عمار وحذيفة) جمع بينهما لوقوع الثناء عليهما من


(١) رواه أحمد في "مسنده" ١/ ٣٧٤، وأبو يعلى في "مسنده" ٥/ ١٠٨ (٢٧٢٠)، والطبري في "تهذيب الآثار" ١/ ٤٠٨. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" ١/ ٦٦ وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن هلال بن خباب قال يحيى القطان: إنه تغير قبل موته، وقال ابن معين: لم يتغير، ولم يختلط، مأمون، ورواه أبو يعلى.
(٢) الجزم بـ (لن) حكاه بعض النحويين عن بعض العرب، قالوا: جزموا بها تشبيهًا لها بـ (لم) ومنه قول كثير:
أيادي سبا ياعز ما كنت بعدكم ... فلن يحل لعينين بعدك منظر
قيل: والأظهر أن الشاعر هنا حذف الألف واجتزأ بالفتحة التي قبلها لأنها تدل عليها.
(٣) سبق رقم (١١٥٦) كتاب: التهجد، باب: فضل من تعار من الليل فصلَّى.

<<  <  ج: ص:  >  >>